سورية.. حين يكون الوطن على حد السكين!

تم نشره الخميس 17 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 01:22 صباحاً
سورية.. حين يكون الوطن على حد السكين!
سلطان الحطاب

أستغرب أن يسمح القادة ان تكون اوطانهم على حد السكين حين يقدمون مصالحهم الشخصية واستمرار تشبثهم بامتيازاتهم على المصلحة الوطنية للوطن وسلامته..
وما زلت أذكر ونحن نبكي لما حدث من فجيعة اصابتنا بهزيمة حزيران عام 1967 حين كان تعليق راديو سوريا المستمر «المهم بقاء النظام الوطني في سوريا.. كان ضياع جزء من الوطن في الجولان هو الأسهل.. وكان المهم بقاء النظام».. »لأن النظام هو الوطن والوطن هو النظام» هكذا عشنا ورأينا ذلك في أكثر من نموذج عربي وما زلنا نعيشه لليوم..
هناك قادة يضحون من أجل اوطانهم.. وهناك اوطان يُضحى بها من أجل أنظمة واشخاص وهذا النوع الأخير كثير منه في عالمنا العربي.. أما النوع الأول فقليل ونادر.. وليس موجوداً الان..
أذكر حين وقع قتل الفتيات الاسرائيليات في حادث الباقورة على يد الجندي الدقامسة.. قدرة الملك الراحل على التحرك السريع.. فقد قطع زيارته من الخارج وعاد بسرعة ليركب طائرة هليوكبتر نزلت به في طبريا ومن هناك توجه الى موقع اسمه «بيت شيمش» قريب من بيت لحم حيث دخل على الامهات الاسرائيليات اللواتي قتلت بناتهن اثناء الرحلة المدرسية في منطقة الباقورة.. وحين خرج علق قائلاً «مسدسي خذلني»..
في نفس اليوم كان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر الذي كان فيه ايهود باراك الحالي رئيساً للأركان في الجيش الاسرائيلي قد اتخذ قراراً للرد بتوجيه الجيش الاسرائيلي الى اربد والدخول اليها.. كان الملك يدرك ذلك وكان عليه أن يقطع الطريق على العدوان الطارىء على بلده..
كان امام خيارين صعبين.. إما ان يذهب بنفسه ليسجل موقفاً انسانياً قل نظيره.. ويفتدي به عدواناُ جرى التخطيط له على عجل على بلده.. وإما ان يتمسك بكبريائه الشخصي ويتوقف عن الذهاب او حتى عن اداء العزاء حيث ذهب الملك ليجالس نساء يهوديات متوشحات بملابس العزاء!
قليلون من يعملون هكذا ويدركون معنى ان تحمى اوطانهم بقطع العدوان المدبر عنهم.. وكثيرون بالمقابل من القادة من تأخذهم العزة بالاثم وبالكراسي فيضحون بالأوطان وقد رأينا ذلك في احتلال العراق.. وفي سقوط النظام الليبي حين أراد العقيد المقتول من الشعب الليبي ان يُعرف على نفسه بقوله «من أنتم» ؟! وغير ذلك من صفات نعرفها وكانت النتيجة ما عرفناها..
اليوم الأسد.. بشار يضع سوريا على حد السكين كما قال اوردغان ويعرض مصالحها الوطنية واستقرارها وأمنها ووحدتها الوطنية والترابية على حد السكين لدرجة اضطر معها الملك عبد الله الثاني للقول في مقابلته لاذاعة الـ «بي بي سي» والتي اجتزأت وقرأت بصورة مختلفة (لو كنت مكانه لتنحيت) بعد أن دافع عن الاسد وطالبه بالاهتمام بمن سيكون قادراً على انقاذ سوريا بدل الامعان في ترك من يريدون اغراقها في الدم من مواصلة عملهم..
نفس الحالة يرتكبها الرئيس اليمني الان.. وفي تاريخنا المعاصر لم يتنح عن القيادة الا سوار الذهب السوداني الذي ربما اتهمه القادة العرب والسودانيون من بعده بالهبل!!
عدم وضع الاوطان على حد السكين يستلزم الشجاعة والتضحية وليس الدكتاتورية وتقديم المصالح الشخصية.. أترك الصورة للمقارنة وأترحم على الحسين الذي أودع كبرياءه للتاريخ ليحفظها الله حتى يبقى بلده سليماً!!

(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات