احتلال وول ستريت!
تم نشره السبت 19 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 12:28 صباحاً

د. فهد الفانك
لم نعـد إزاء ربيع عربي فقط، فهناك أيضاً ربيع أميركي وآخر أوروبي ينادي بإصلاح النظام الاقتصـادي باتجاه العدالـة والإنصاف.
المتظاهرون في المدن الأميركية لا يحتجون على وول ستريت أي دوائر الأعمال والبنوك بل يطالبون باحتلالـه، وهو مطلب يبـدو مفهوماً إذا صح أن 40% من ثمار النمو الاقتصادي في أميركا خلال ثلاثين عاماً ذهبـت إلى 1% من الأغنياء.
المشكلة أن كسر رأس هذه المجموعة التي تشكل 1% لا يـؤدي إلى توزيع حصتها البالغة 40% على الجميع، بل يعني تبخـر هذه الحصة، لأن النمو ينشأ عن الاستثمارات والمشاريع التي تقـوم بها هذه المجموعة التي تملك رأس المال والخبرة اللازمة وروح المخاطرة.
المطلوب إذن تعـديل المسار العام فالمحتجون، كما تقول نيوزويك، يريدون لأميركا أن تكون قـوية مالياً، متوازنة اجتماعياً، ومسـتقرة سياسـياً. أي أنهم أكثر حكمـة واعتدالاً من إدارة أوباما، ومن معارضيه، بما فيهـم حزب الشاي اليميني المتطرف، لكن الشعارات شيء وتحقيقهـا شيء آخر.
حركة احتلال وول ستريت انطلقت من نيويورك، وقيل في حينهـا أنها تقوم تحت تأثير وإيحاءات الربيع العربي، ولكنها انتشرت في المدن الأميركية الرئيسية وفي بعـض العواصم الأوروبية، وهي تعطي إشـارة إلى أن هناك مرحلة اقتصادية واجتماعية جديـدة توشك أن تحل محل المرحلة الحالية التي تميزت بالظلم وتقسـيم المجتمعات الرأسمالية إلى أثريـاء يسـمون ثراءهم نجاحاً، ومسحـوقين يسمون أنفسـهم فقراء وعاطلين عن العمل.
خلافاً للربيع العربي، فإن الجماهير المحتجة في الغرب لا ُتواجه بالدبابات ورصاص القناصـة. وليس عندهم بلطجيـة أو شبيحـة أو زعران. ومع أن قـوات الأمن كانت قاسـية، إلا أنها تتصرف ضمن حـدود القانون.
حتى تاريخه قوبلت حركة احتلال وول ستريت بالجـدية من قبل المفكرين والمحللين، ولكنها لم تقابل بالجدية الكافيـة من طرف الحكومات أو حتى من طرف أسـاطين وول ستريت، الذين يتعاملون مع الحركة على أنها سـحابة صيف سرعان ما تنقشـع ولا تترك وراءها أثـراً يذكر، تماماً كحركة الاحتجاجات الشبابية التي شـهدها الغرب في سـتينات القرن الماضي.
ثوار أميركـا وأوروبا ليسوا متطرفين، فهم مثل جماهير الربيع العربي لا يطلبون أكثر من حقهـم في الحياة الحرة الكريمة.
(الرأي)
المتظاهرون في المدن الأميركية لا يحتجون على وول ستريت أي دوائر الأعمال والبنوك بل يطالبون باحتلالـه، وهو مطلب يبـدو مفهوماً إذا صح أن 40% من ثمار النمو الاقتصادي في أميركا خلال ثلاثين عاماً ذهبـت إلى 1% من الأغنياء.
المشكلة أن كسر رأس هذه المجموعة التي تشكل 1% لا يـؤدي إلى توزيع حصتها البالغة 40% على الجميع، بل يعني تبخـر هذه الحصة، لأن النمو ينشأ عن الاستثمارات والمشاريع التي تقـوم بها هذه المجموعة التي تملك رأس المال والخبرة اللازمة وروح المخاطرة.
المطلوب إذن تعـديل المسار العام فالمحتجون، كما تقول نيوزويك، يريدون لأميركا أن تكون قـوية مالياً، متوازنة اجتماعياً، ومسـتقرة سياسـياً. أي أنهم أكثر حكمـة واعتدالاً من إدارة أوباما، ومن معارضيه، بما فيهـم حزب الشاي اليميني المتطرف، لكن الشعارات شيء وتحقيقهـا شيء آخر.
حركة احتلال وول ستريت انطلقت من نيويورك، وقيل في حينهـا أنها تقوم تحت تأثير وإيحاءات الربيع العربي، ولكنها انتشرت في المدن الأميركية الرئيسية وفي بعـض العواصم الأوروبية، وهي تعطي إشـارة إلى أن هناك مرحلة اقتصادية واجتماعية جديـدة توشك أن تحل محل المرحلة الحالية التي تميزت بالظلم وتقسـيم المجتمعات الرأسمالية إلى أثريـاء يسـمون ثراءهم نجاحاً، ومسحـوقين يسمون أنفسـهم فقراء وعاطلين عن العمل.
خلافاً للربيع العربي، فإن الجماهير المحتجة في الغرب لا ُتواجه بالدبابات ورصاص القناصـة. وليس عندهم بلطجيـة أو شبيحـة أو زعران. ومع أن قـوات الأمن كانت قاسـية، إلا أنها تتصرف ضمن حـدود القانون.
حتى تاريخه قوبلت حركة احتلال وول ستريت بالجـدية من قبل المفكرين والمحللين، ولكنها لم تقابل بالجدية الكافيـة من طرف الحكومات أو حتى من طرف أسـاطين وول ستريت، الذين يتعاملون مع الحركة على أنها سـحابة صيف سرعان ما تنقشـع ولا تترك وراءها أثـراً يذكر، تماماً كحركة الاحتجاجات الشبابية التي شـهدها الغرب في سـتينات القرن الماضي.
ثوار أميركـا وأوروبا ليسوا متطرفين، فهم مثل جماهير الربيع العربي لا يطلبون أكثر من حقهـم في الحياة الحرة الكريمة.
(الرأي)