لا حرب ولا تغيير في سورية

تم نشره الخميس 24 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 02:05 صباحاً
لا حرب ولا تغيير في سورية
موفق محادين

منذ فترة وطبول الحرب تقرع بقوة, تارة ضد سورية, وتارة ضد حزب الله وتارة ضد ايران, بل ووصلت هذه الطبول الى مسامع بلدان اخرى..

ومنذ فترة ايضا ثمة من يعتقد بان النظام السوري قاب قوسين او ادنى من السقوط, فهناك من توقع سقوطه في عيد الفطر وهناك من توقع سقوطه قبل عيد الاضحى, وهكذا.. ولا يبدو ان هناك حربا لا ضد سورية ولا ضد حزب الله ولا ضد ايران, ولا يبدو ان سقوط النظام السوري, سقوط وشيك فيما الوشيك الوحيد هو الانسحاب الامريكي من العراق وتداعياته واستحقاقاته التي كانت تمني النفس بتعويض ذلك بسقوط التفاحة السورية وفتح المنطقة على شرق اوسط امريكي - صهيوني, سقط مرتين من خلال المقاومة العراقية ثم بعد صمود حزب الله ودحره العدوان الصهيوني على لبنان 2006 بكل اهدافه الامريكية وغير الامريكية..

اما لماذا وما هي الاعتبارات التي تقف خلف هذه الاستنتاجات فهي التالية:

1-اذا كانت حافة الهاوية قاعدة ملائمة لادارة الصراع فلماذا الذهاب الى الحرب, خاصة اذا كانت تكاليف الحرب اكبر بكثير من تكاليف هذه الحافة ومفتوحة على احتمالات لا يمكن السيطرة عليها. فمن جهة لا تحتمل ازمة النظام الرأسمالي العالمي تداعيات ارتفاع اسعار النفط اذا نشبت الحرب, ومن جهة فانه, لا شكل الحرب العربية - الاسرائيلية القديمة بات ممكنا مع تطور القوة الصاروخية والتشكيلات العسكرية الجديدة التي تشبه حرب العصابات عند الجيوش نفسها.. ولا موازين القوى السابقة ظلت على ما هي عليه سنوات حصار العراق والعدوان الاطلسي.

واضافة لصحوة روسيا فان الصراع الروسي - التركي العريق منذ قرون يجعل من الصراع التركي - السوري - الايراني في قلب الامن الروسي نفسه على امتداد خطوط التصدع والنفط والغاز وهذا غير الاعتبارات الايرانية الاخرى وغير العجز التركي عن تدخل عسكري في غياب الغطاء الدولي من مجلس الامن ومع تصاعد خطر الجماعات الكردية العسكرية وربما الارمنية.. وليس مستبعدا ان تشهد تركيا ما شهدته في مرة سابقة رافقت التهديد التركي لسورية عام 1985 بضغط سعودي آنذاك في اطار الصراع القومي مع الرياض, ففي تلك الفترة نجح حزب عدنان مندريس المقرب من الاسلاميين بالانتخابات وشكل حكومة انقلب عليها العسكر بدعم حزب اتاتورك وقاموا باعدامه..

واضاف لكل ذلك ليس هناك ما تستطيعه الجامعة العربية المترهلة غير توفير الغطاء الخارجي لمغامرة اطلسية غير جاهزة في ظل تداعيات ارتفاع اسعار النفط, كما قلنا على نظام رأسمالي مأزوم.

2- على الصعيد السوري الداخلي, الشارع لم يحسم السلطة مرة واحدة بالنظر الى دور الجيش وسياسة (الحياد) التي تميز اكبر الكتل في سورية, وهما حلب ودمشق اللتان تنتظران نتائج الصراع وتتعاملان معها باعتبارها رابحة في الحالتين, فما من سلطة تستطيع تجاوزهما وهو ما ادركه حافظ الاسد وصاغ سياسته بناء على ذلك مؤسسا في الوقت نفسه لادارة ازمات طويلة النفس مع الاطراف ومستدرجا تلك الاطراف في كل مرة الى مواجهات عسكرية, تحت السيطرة.

واللافت للانتباه هنا ان الامريكان والفرنسيين وعربانهم يدركون ذلك وينطلقون منها من باب الاستخدام لاضعاف دمشق ثم التفاوض معها على اجندة محددة بينها هذه المرة, الموقف من حزب الله وايران ومستقبل الاستثمار في حقول الغاز.

(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات