تغيير الأنظمة المستبدة بالقوة
تم نشره الخميس 24 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 02:04 صباحاً

د. فهد الفانك
القرار القوي الذي اتخذته الجامعة العربية يفتح الباب على مصراعيه للتدخل الدولي في سوريا، وهو يشكل اعترافاً بأن تغيير نظام الحكم في سوريا أو أي نظام شمولي في أي بلد عربي لا يكون بالوسائل الديمقراطية والحراك الشعبي، بل بالانقلاب العسكري أو التدخل الخارجي بالقوة، وما حدث في العراق وليبيا ليس بعيداً عن الأذهان.
الجامعة العربية لا تتوقع انقلاباً عسكرياً في سوريا كما حدث بشكل ضمني في تونس ومصر، ومن هنا جاء النص على إمكانية اللجوء إلى المؤسسات الدولية (بما فيها الأمم المتحدة)، والمقصود طبعاً أن يأخذ مجلس الأمن قراراً بالتدخل بحجة حماية المدنيين، أي لمبررات إنسانية، استناداً إلى الغطاء العربي الذي سبق تقديم مثله في حالة ليبيا.
تغيير نظام شمولي بغير القوة غير ممكن، فلم يكن بالإمكان تغيير نظام صدام مثلاً بدون احتلال عسكري أميركي، وما كان بالإمكان تغيير نظام القذافي بدون تدخل حلف الأطلسي، الذي لم يغلق الأجواء فقط بل حطم كتائب القذافي وشطب جميع قواعدها وأسلحتها.
سوريا لا تختلف كثيراً، والتدخل الخارجي بالقوة وارد، خاصة وأنها محاطة بدول إما جاهزة للتعاون مع التدخل الخارجي والمشاركة فيه، أو غير مستعدة أو قادرة على مقاومته، والنتيجة لن تكون تغيير نظام الأسد وحسب، بل تحطيم الجيش السوري كما تم قبله تحطيم الجيش العراقي ولنفس السبب، وهو أمن إسرائيل لتصبح قوة عظمى وحيدة في المنطقة، تكتمل وحدانيتها بضرب القوة العسكرية الإيرانية.
المطالبة بتغيير النظام السوري مع رفض التدخل الخارجي يعني عملياً تثبيت النظام الذي يعتبر بقاءه أهم من تحطيم الدولة السورية وإحداث زلزال وحريق في المنطقة بأسرها.
التدخل الخارجي قد يحقق إسقاط النظام، ولكن هذا الهدف لا يمكن الوصول إليه إلا بتدمير الدولة السورية وتصفية جيشها الذي كان في يوم من الأيام يسعى لتحقيق ندية مع إسرائيل.
الحل الذي كان متاحاً لصدام، وما زال متاحاً لبشار هو التنحي عن السلطة اختيارياً لحساب هيئة رئاسة يجري اختيارها بالتوافق مما يسحب البساط من تحت أقدام المتربصين للعدوان.
بشار قال: مستعدون للموت من أجل سوريا، فهل ينقذ سوريا بما هو أقل من الموت وهو نقل السلطة؟.
(الرأي)
الجامعة العربية لا تتوقع انقلاباً عسكرياً في سوريا كما حدث بشكل ضمني في تونس ومصر، ومن هنا جاء النص على إمكانية اللجوء إلى المؤسسات الدولية (بما فيها الأمم المتحدة)، والمقصود طبعاً أن يأخذ مجلس الأمن قراراً بالتدخل بحجة حماية المدنيين، أي لمبررات إنسانية، استناداً إلى الغطاء العربي الذي سبق تقديم مثله في حالة ليبيا.
تغيير نظام شمولي بغير القوة غير ممكن، فلم يكن بالإمكان تغيير نظام صدام مثلاً بدون احتلال عسكري أميركي، وما كان بالإمكان تغيير نظام القذافي بدون تدخل حلف الأطلسي، الذي لم يغلق الأجواء فقط بل حطم كتائب القذافي وشطب جميع قواعدها وأسلحتها.
سوريا لا تختلف كثيراً، والتدخل الخارجي بالقوة وارد، خاصة وأنها محاطة بدول إما جاهزة للتعاون مع التدخل الخارجي والمشاركة فيه، أو غير مستعدة أو قادرة على مقاومته، والنتيجة لن تكون تغيير نظام الأسد وحسب، بل تحطيم الجيش السوري كما تم قبله تحطيم الجيش العراقي ولنفس السبب، وهو أمن إسرائيل لتصبح قوة عظمى وحيدة في المنطقة، تكتمل وحدانيتها بضرب القوة العسكرية الإيرانية.
المطالبة بتغيير النظام السوري مع رفض التدخل الخارجي يعني عملياً تثبيت النظام الذي يعتبر بقاءه أهم من تحطيم الدولة السورية وإحداث زلزال وحريق في المنطقة بأسرها.
التدخل الخارجي قد يحقق إسقاط النظام، ولكن هذا الهدف لا يمكن الوصول إليه إلا بتدمير الدولة السورية وتصفية جيشها الذي كان في يوم من الأيام يسعى لتحقيق ندية مع إسرائيل.
الحل الذي كان متاحاً لصدام، وما زال متاحاً لبشار هو التنحي عن السلطة اختيارياً لحساب هيئة رئاسة يجري اختيارها بالتوافق مما يسحب البساط من تحت أقدام المتربصين للعدوان.
بشار قال: مستعدون للموت من أجل سوريا، فهل ينقذ سوريا بما هو أقل من الموت وهو نقل السلطة؟.
(الرأي)