حكوماتنا الحنونة على تجار الحشيش

تم نشره الجمعة 25 تشرين الثّاني / نوفمبر 2011 12:40 صباحاً
حكوماتنا الحنونة على تجار الحشيش
ماهر ابو طير

اصدرت حكوماتنا المتتالية، اكثر من عفو خاص، عن تجار المخدرات والحشيش، ولم ُيعلن الامر بشكل واضح، وبقي سراً، لان حكوماتنا خجولة وحنونة وحساسة وشفافة على اساس القاعدة التي تقول «يتمنعن وهن الراغبات» والعياذ بالله!.

احدى الحكومات قبل سنوات افرجت عن اثنين وخمسين محكوماً في قضايا مخدرات وحشيش، وجاءت حكومة اخرى بعد تلك الحكومة، وافرجت ايضاً عن تجار مخدرات وحشيش، ولم يسمع الناس الا عن عفو خاص عن محكومين دون تبيان التهمة الاساس!.

كان الاصل اساساً، ان يتم الافراج عن الاف المحكومين على قضايا اخرى، خصوصاً، ان اغلب القضايا الاخرى ابسط، واقل كلفة على البلد والناس، من هكذا قضايا تعد خطيرة بكل المقاييس.

نتأمل فنكتشف ان حكوماتنا تترك مرضى القلب والسكري ووحيد والديه او معيل العائلة، ومن هو مسجون على قضية شيك او مشاجرة او حادث سير او نفقة طلاق، وتفرج بالمقابل عن المتورطين في قضايا المخدرات، وهو امر لافت للانتباه!.

الذي يهرب من شرطي يريد مخالفته يتم سجنه، والذي لا يدفع الضريبة يتم سجنه، والذي يتسبب بحادث غير مقصود يتم سجنه، فيما تجار المخدرات والحشيش، يجدون من الدائخين من ينتخي لهم!.

المفارقة ان اهالي المتورطين في قضايا مخدرات، باتوا ايضاً يشعرون بالتمييز، لان الحكومات افرجت عن اسماء متورطة في قضايا مخدرات، وتركت اسماء اخرى متورطة في قضايا شبيهة، دون ان يعرف احد المعيار الذي تم اللجوء اليه لتحديد من سينال العفو الخاص.

هكذا امتدت الواسطات والطبقية والتمييز الى تجار المخدرات والحشيش، واحد مدعوم وآخر غير مدعوم، وغير المدعوم سيلعن اليوم الذي امتهن فيه هذه المهنة المتعبة.

يسأل هؤلاء لماذا يتم العفو عن اسماء محددة، وترك اسماء، وهل هناك تمييز ايضاً في العفو عن تجار المخدرات؟!وهل هناك نفوذ لاسماء محددة يجعل الافراج عنها ممكنا وسهلا، مقابل ترك الاخرين، ومن توسط لهؤلاء؟!.

لاجل ذلك اعتصم مواطنون قبل فترة مطالبين بالعفو الخاص عن قضايا مختلفة منها المخدرات والقتل وتهريب السلاح، لان المجال بات مفتوحاً لطلب العفو الخاص، ولان هؤلاء يشعرون بأن العفو الخاص تم تكييفه لصالح اسماء محددة.

هكذا اذاً تتوالى المشاكل، لان حكوماتنا الرشيدة فتحت المجال لكل هذا، وبدلا من جعل العفو الخاص، نافذة لرحمة الناس المستحقين اصلا، تم ترك هؤلاء من اجل العفو عن بعض تجار المخدرات والحشيش، وهي مفارقة عجيبة، تثير الريبة والتساؤلات.

الاصل ان يأتي العفو الخاص لمنح الناس فرصة جديدة للتوبة، والاصل تكييفه لحالات اخرى غير المخدرات، لكننا في زمن الغرائب والعجائب، نرى العكس، فيتم الافراج عن تاجر المخدرات، ويتم ابقاء المتأخر في دفع النفقة او ايجار المنزل!.

لعلنا نسمع من الجهات الرسمية ارقام محددة حول كل الذين تم الافراج عنهم على خلفية قضايا مخدرات خلال السنوات الماضية، وعلى اي اساس تم الافراج عن هذه الاسماء، وعلى اي اساس تم ترك اخرين على خلفية قضايا شبيهة!!.

نريد ان نعرف، ايضاً، لماذا تم منح تجار المخدرات هذه الميزة، اي العفو الخاص، وترك مواطنين اخرين، يستحقون العفو والفرصة الجديدة من اجل التوبة، وبدء حياة جديدة؟!.

ليت الحكومة تسمح لنا بتأسيس نقابة للحشاشين شعارها زهرة الخشخاش اليانعة، من اجل تنظيم المطالب في هذا الصدد ايضاً، لان قطاع المهربين والمتعاطين بات كبيراً وبحاجة الى من يدافع عن حقوقه!!.

غطيني يا صفية!.
 
(الدستور)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات