روتشيلد وسوروس واردوغان

في كراس (المسألة اليهودية) الذي صاغه ماركس في اربعينيات القرن التاسع عشر ذهب ماركس الى انه ما تتحول الرأسمالية من رأسمالية صناعية (بضاعة - نقد - بضاعة) الى رأسمالية مالية (نقد - بضاعة - نقد) حتى تصبح يهودية, ذلك ان الربوية هي ما يميز هذا الدين بالذات.. وليس بلا معنى ان تترافق نبوءات ماركس المذكورة مع ازدهار الرأسمالية اليهودية المصرفية بقيادة روتشيلد وهيمنتها آنذاك على اكبر رأسمالية عالمية وهي بريطانيا من خلال حكومة دزرائيلي الذي لم يكشف النقاب عن يهوديته الا بعد موته. وقد لعبت هذه الحكومة اخطر الادوار في استعمار الشرق عبر ثلاث شركات, الهند الشرقية, البلقان والسويس بعد ان انتبهت لها وشاركت فرنسا فيها بتمويل من روتشيلد.
وكان اختراع اسواق الاوراق المالية العنوان الاخطر في ذلك, حيث وضع اقتصاد العالم كله تحت رحمة الايدي الخفية اليهودية لهذه الاسواق (البورصة)... وقد استكملت هذه الايدي سيطرتها المالية على العالم بسياسة الديون ونادي باريس وروما وهكذا صارت لعبة البورصة ولعبة الديون الخارجية ترسم خرائط العالم وسياساته.
تركيا, وحيث فشلت اليهودية العالمية جزئيا مع السلطان عبدالحميد الثاني عبر هذا الثنائي, فان انتعاش الاقتصاد التركي في عهد اردوغان ليس بعيدا عن الثنائي المذكور... فالتسهيلات التي قدمها ناديا باريس وروما هي التي تفسر هذا الانتعاش وتضعه في الوقت نفسه تحت ابتزاز الصيارفة ورجال البورصة اليهود.
وهنا, ليس بلا معنى ولا تفسير للعلاقة القوية بين جماعات اردوغان وبين جورج سوروس وما ادراك ما سوروس..
يقدم نفسه كمفكر من جماعة الفيلسوف بوبر, لكنه ماسوني كبير من انصار الجناح (الليبرالي الديمقراطي) في الحزب الديمقراطي الامريكي, والاهم من ذلك انه خبير بورصة وملياردير معروف, ويهودي ايضا من انصار الثورات البرتقالية مثل اليهودي الفرنسي برنار ليفي, صديق اردوغان ايضا, ومقرب جدا من دولة خليجية ناشطة هذه الايام ويُعد كذلك من الممولين الكبار لجماعات التمويل الاجنبي الناشطة في مجال حقوق الانسان..
ولنا ان نستنتج ان نهوض الاقتصاد التركي في عهد اردوغان بناء على (التنمية بالقروض) المدعومة من رجال البورصة ونادي باريس وروما, يعتمد على استحقاقات سياسية لها علاقة بالتأكيد بالاجهاز على اي مشروع قومي عربي مقدمة لمشاريع اقليمية تتقاطع فيها بعض مجالس التعاون الاقليمية مع الشرق اوسطية المعروفة ومع امبراطورية عثمانية تلحق الاسلام العربي السني بها وتعيد الى الاذهان الصفقة التي قدمها هرتزل الى السلطان عبدالحميد الثاني بضمانات مالية من بنوك روتشيلد السلف المؤسس لجورج سوروس وتربط مجددا بين الشرق العربي والبلقان كحزام ضد القوى الدولية الصاعدة وخاصة روسيا, من بطرس الاكبر الى بوتين الاكبر. (العرب اليوم)