دعوة الاعلام للتركيز على الثقافة الحقوقية في التعامل مع الإعاقة
المدينة نيوز - يعد الإعلام ركيزة أساسية للتعامل مع قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وتغيير الصورة النمطية المجتمعية تجاههم وتصحيح مفاهيم الشفقة التي اشيعت وترسخت بالمجتمع بفعل وسائل الاعلام وتجنب التركيز على ذات الشخصية المتعلمة المدربة والمؤهلة والفاعلة في المجتمع باعتبار أن المعوق هو مواطن بالدرجة الأولى عليه واجبات وله حقوق.
اللقاء الذي جمع المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين بالاعلام المرئي والمسموع بمقر هيئة المرئي والمسموع مساء امس الاثنين جاء للتأكيد على دورهم والانتقال بفكرة الرعاية للمعاقين الى ترسيخ حقوقهم وتكوين الآراء وتعديل المفاهيم الخاطئة ، وتغيير الاتجاهات ، ونظرة المجتمع تجاه هذه الفئة التي عززت وجودها بجميع المجالات الحكومية والاهلية الى جانب ابراز دور المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعاقين كجهة مناط بها رسم السياسيات الوطنية للاعاقة وليس كجهة مانحة.
وناقش اللقاء الذي حضره امين عام المجلس الدكتورة امل النحاس ومدير عام هيئة الاعلام المرئي والمسموع الدكتور امجد بدر القاضي الية العمل على خلق ثقافة جديدة لدى الإعلام الاردني بطريقة تعامله مع قضايا المعوقين ، خاصة أن الصورة النمطية التي رسمها المجتمع للمعوق ورسختها بعض وسائل الإعلام، هي إما الذي تجاوز حدود إعاقته واثبت حضورها ، أو أنه شخص تجوز عليه العطف والصدقة والشفقة.
وبحث اللقاء كيفية قيام وسائل الاعلام والصحافة المحلية بربط قضية الإعاقة والاشخاص المعاقين، وفكرة دمجهم بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية والإنمائية.
واجمعوا ان للاعلام دورا بالتوعية العامة وترسيخ فكرة أن المعاق متصل بكل نواحي الحياة، والتأكيد على أهمية البحث والتحليل والتحضير الجيد قبل إعداد أي تقرير أو برامج اعلامية او صحافية وأخذ المعلومات الكافية عن الموضوع والتوجه لذوي الاختصاص وأصحاب القضية المعنيين.
وخلص اللقاء الى ضرورة تشكيل لجنة من ممثلي الاعلام المرئي والمسموع بالتنسيق مع المجلس وهيئة الاعلام المرئي والمسموع بهدف إحداث نقلة نوعية بالإعلام على المستويات كافة وتنوير المجتمع بكل المستجدات المتعلقة بالاشخاص ذوي الاعاقة بحيث يقدم للمجتمع كل ما هو جديد في الأسلوب والمضمون والدقة.
واشاروا الى جوانب القصور في التغطية الاعلامية لقضايا الاعاقة وعدم التركيز على التغطية في المناسبات العالمية والعربية والافتتاحات بل ضرورة تجاوزها بطرح القضايا كحق مكتسب لكل للأشخاص ذوي الإعاقة .
وقدمت امين عام المجلس الدكتورة امل نحاس شرحا لأنواع الإعاقات واختلاف تعامل وسائل الإعلام مع كل منها،إذ أن أغلب أفراد المجتمع يجهلون المفهوم العلمي للمعاق وكيفية التعامل معه و ضرورة النظر إليه على أنه شخص يمكن أن يساهم بجهده في المجتمع.
وقالت النحاس ان الاردن من اوائل الدول العشرة التي وقعت على الاتفاقية الدولية للاعاقة و الدولة 19 في المصادقة عليها مؤكدة ان دور المجلس وضع السياسيات والارتقاء بالبيئة المحيطة بهذه الفئة وليس صندوقا اجتماعيا او ماليا.
واشارت الى عدم قدرة المجلس على ايصال رسالته الى المجتمع المحلي مبينة ان الاردن الاول بين الدول في مجال تقديم الخدمات الرئيسة للاشخاص المعاقين .
وقد انتلقت النظرة السائدة للمعاق بانه شخص مريض وسلبي وعالة على أسرته ويستحق التعاطف والشفقة, إلى وسائل الإعلام والإعلاميين, باعتبارهم أفراد في المجتمع ويتفاعلون مع أفراده ومؤسساته.
بدوره بين مدير عام الهيئة الدكتو امجد بدر القاضي ان وسائل الاعلام تلعب دورا ايجابيا في التاثير على الرأي العام بتغيير بعض المفاهيم الخاطئة تجاه هذه الفئة من خلال تقييم واقعها ودورها في خدمة قضايا هذه الفئة.
وعرض القاضي بعض الاقتراحات التي يمكن لوسائل الإعلام القيام بها كي تنهض بدورها المأمول في خدمة قضايا الأشخاص و المعاقين في مجتمعاتنا ومحاولة خلق ثقافة جديدة يتعامل من خلال وسائل الإعلام مع قضايا الإعاقة و المعاقين.
وعرض منسق برامج التوعية والمدافعة في المجلس عدنان العابودي الاستراتيجية الوطنية للاشخاص المعاقين 2010 -2015 وابرز المحاور والمضامين التي ركزت عليها خاصة قضايا التعليم والصحة وتحسين مستوى الحياة للاشخاص ذوي الاعاقة .
ويذكر ان الاردن ملتزم بتنفيذ بنود الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي تبنتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2007 ، وصادق عليها عام 2008 تحقيقا لهدفها وغايتها المتمثلة بحماية حقوق الأشخاص المعوقين وضمانا للتمتع الكامل بحقوق الإنسان والحريات الأساسية.(بترا)
