اكراد في معارضة الخارج

تناولنا في مقال سابق آراء المعارض الكردي ياسين الحاج صالح الذي تجاوز معارضة النظام السوري الى معارضة العرب كلهم واعتبر العروبة سجنا للأكراد بحد ذاتها, اما زميله »المثقف« فيما يعرف بالمجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا فيدعو في مقابلة مع فضائية عربية الى اعادة تشكيل الدولة السورية كلها وتحويلها الى دولة فدرالية كردية - عربية ( بين 95% و 5% من سكانها« او استبدال الاسم الحالي »الجمهورية العربية السورية« باسم جديد »الجمهورية السورية« اي شطب الهوية العربية لسورية من اجل عيون »5%« فقط من السكان الذين يتحتم عليهم الفوز بشكل من الحكم الذاتي في اطار لا مركزية قائمة على ثنائية القومية كما يقول.
ولمن لا يعرف عبد الباسط سيدا بل وتذكيرا له نفسه فقد حاز على شهادة الدكتوراه باشراف الدكتور الطيب تيزيني عن رسالته »من الوعي الاسطوري الى بدايات التفكير الفلسفي« وقد اختار بلاد الرافدين كحالة دراسية .. ولم نجد لا في الرسالة المذكورة ولا في الكتاب الذي صدر لاحقا عن دار الحصاد في دمشق, سطرا واحدا يشير الى مساهمة واحدة ولا حتى الى اي وجود للأكراد في التاريخ القديم لسورية والعراق.
واذا كان الاكراد يشكلون وجودا حقيقيا في تركيا وايران والعراق, فان الشريط الضيق السوري الذي وفدوا اليه من هذه البلدان لا يمنحهم حق المطالبة القومية, ولهم حق واحد وحيد هو الحق بالمواطنة السورية بكل ما يترتب عليها من حقوق كاملة وذلك علما بأن العرب هم الامة الوحيدة التي تعاملت مع الاكراد من دون أية حساسية مقارنة بالاتراك والفرس وغيرهم وجعلت من صلاح الدين قائدا لها ومن احمد شوقي اميرا لشعرائها ومن محمد كرد علي اميرا لبيانها وانخرط العرب في الانقلابات العسكرية في العراق وسورية التي قادها الاكراد من بكر صدقي الى قادة الانقلابات الاولى في سورية, كما ظل الاكراد على رأس الاحزاب الشيوعية في هذين البلدين..
ولم يعترف بحق الاكراد في اقامة كيان سياسي لهم الا من قبل القوميين العرب ومنحهم صدام حسين اول حكم ذاتي في تاريخهم قبل ان يتحولوا الى اداة للعدوان على العراق وتفكيكه الى فدراليات طائفية واثنية وها هو عبدالباسط سيدا رفيق غليون يدعو الى تفكيك سورية وتحويلها الى دولة فدرالية ولا يمانع في تدخل خارجي من اجل ذلك ...
(العرب اليوم)