سورية والجامعة والصراعات العربية

تم نشره الإثنين 05 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 12:36 صباحاً
سورية والجامعة والصراعات العربية
موفق محادين

من اهم الكتب التي وثقت للصراعات العربية- العربية كتاب تحت هذا العنوان للدكتور احمد يوسف احمد, وهو صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 1996 ، ويتناول درجة الصراعات وقضاياها ومصادرها وادواتها وآفاقها.

ولو قرأنا الحالة السورية اليوم في ضوء المؤشرات العامة التي استخدمها الدكتور احمد يوسف رئيس معهد الدراسات العربية في القاهرة لوجدنا ما يلي:

1- من بين سبعة مصادر للصراع فان المصدر الخارجي هو المصدر الاساسي في هذه الحالة وهو ليس جديدا, فعلى مدار سنوات الحرب الباردة والعواصم الرأسمالية تحاول ربط عواصم عربية بمصالحها وسياساتها وتحالفاتها بأشكال مختلفة مثل حلف بغداد وحلف النيتو ومنظمة المؤتمر الاسلامي فضلا عن القواعد العسكرية والترتيبات الثنائية وغيرها ...

وليس ما تشهده سورية اليوم سوى حلقة جديدة تحت عنوان جديد هو الشرق أوسطية وما تستدعيه من تفكيك دول المنطقة وترويض الحلقات الممانعة فيها.

2- من حيث درجة او شدة الصراعات فسورية نفسها تعرضت لحالات سابقة عنيفة غالبا ما تداخلت فيها اطراف عربية مع اطراف اقليمية "تركية واسرائيلية" ودولية "امريكا" مثل التهديد التركي - الاسرائيلي المشترك لسلطة شكري القوتلي "ممثل البرجوازية السنية" في الخمسينيات من القرن العشرين وكان التهديد اساسا نابعا من صراع سوري - عربي ضد الاحلاف. وقد تكررت هذه الحالة "تهديد اسرائيلي - امريكي مع تهديد عربي" بعد رفض سورية مبادرة ريغان 1982 وقبلها كامب دي يد.

3- من حيث ادوات الصراع, يمكن القول ان كل هذه الادوات تستخدم الآن ضد سورية دفعة واحدة. وقد لخصها الدكتور احمد يوسف وبالترتيب بخمس ادوات: دعائية ودبلوماسية وسياسية وعسكرية واقتصادية "الدراسة كما قلنا منشورة عام 1996 لكنها تنتهي عام 1981".

4- وتلاحظ الدراسة ان هذه الصراعات كثيرا ما تجاوزت ميثاق الجامعة في مسألتين مهمتين لهما صلة بالحالة العربية الرسمية السائدة:

الاولى, عدم التدخل في الشأن الداخلي. والثانية, خلط الاوراق فيما يخص الاولويات وعلى رأسها الصراع العربي - الاسرائيلي وكان ذلك عائدا لغياب مصر الناصرية وسيطرة لون معين على الجامعة.

5- في ختام الدراسة وردا على الاجابة الجاهزة كحل مقترح لهذه الصراعات, وهو الحل الديمقراطي تلاحظ الدراسة ان الحالة العربية الرسمية ليست هي المؤهلة لطرح خيار كهذا ويرى في توسيع التضامن العربي ضمن الاولويات العامة المشتركة قاعدة مقبولة. فوظيفة الجامعة هي اطفاء بؤر التوتر وليس اشعالها حيث اكدت التجربة والمؤشرات العامة - حسب الدراسة - ان تأزيم العلاقات العربية - العربية كان دوما في خدمة اجندة خارجية, اقليمية ودولية.

(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات