سورية والجامعة والصراعات العربية

من اهم الكتب التي وثقت للصراعات العربية- العربية كتاب تحت هذا العنوان للدكتور احمد يوسف احمد, وهو صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية عام 1996 ، ويتناول درجة الصراعات وقضاياها ومصادرها وادواتها وآفاقها.
ولو قرأنا الحالة السورية اليوم في ضوء المؤشرات العامة التي استخدمها الدكتور احمد يوسف رئيس معهد الدراسات العربية في القاهرة لوجدنا ما يلي:
1- من بين سبعة مصادر للصراع فان المصدر الخارجي هو المصدر الاساسي في هذه الحالة وهو ليس جديدا, فعلى مدار سنوات الحرب الباردة والعواصم الرأسمالية تحاول ربط عواصم عربية بمصالحها وسياساتها وتحالفاتها بأشكال مختلفة مثل حلف بغداد وحلف النيتو ومنظمة المؤتمر الاسلامي فضلا عن القواعد العسكرية والترتيبات الثنائية وغيرها ...
وليس ما تشهده سورية اليوم سوى حلقة جديدة تحت عنوان جديد هو الشرق أوسطية وما تستدعيه من تفكيك دول المنطقة وترويض الحلقات الممانعة فيها.
2- من حيث درجة او شدة الصراعات فسورية نفسها تعرضت لحالات سابقة عنيفة غالبا ما تداخلت فيها اطراف عربية مع اطراف اقليمية "تركية واسرائيلية" ودولية "امريكا" مثل التهديد التركي - الاسرائيلي المشترك لسلطة شكري القوتلي "ممثل البرجوازية السنية" في الخمسينيات من القرن العشرين وكان التهديد اساسا نابعا من صراع سوري - عربي ضد الاحلاف. وقد تكررت هذه الحالة "تهديد اسرائيلي - امريكي مع تهديد عربي" بعد رفض سورية مبادرة ريغان 1982 وقبلها كامب دي يد.
3- من حيث ادوات الصراع, يمكن القول ان كل هذه الادوات تستخدم الآن ضد سورية دفعة واحدة. وقد لخصها الدكتور احمد يوسف وبالترتيب بخمس ادوات: دعائية ودبلوماسية وسياسية وعسكرية واقتصادية "الدراسة كما قلنا منشورة عام 1996 لكنها تنتهي عام 1981".
4- وتلاحظ الدراسة ان هذه الصراعات كثيرا ما تجاوزت ميثاق الجامعة في مسألتين مهمتين لهما صلة بالحالة العربية الرسمية السائدة:
الاولى, عدم التدخل في الشأن الداخلي. والثانية, خلط الاوراق فيما يخص الاولويات وعلى رأسها الصراع العربي - الاسرائيلي وكان ذلك عائدا لغياب مصر الناصرية وسيطرة لون معين على الجامعة.
5- في ختام الدراسة وردا على الاجابة الجاهزة كحل مقترح لهذه الصراعات, وهو الحل الديمقراطي تلاحظ الدراسة ان الحالة العربية الرسمية ليست هي المؤهلة لطرح خيار كهذا ويرى في توسيع التضامن العربي ضمن الاولويات العامة المشتركة قاعدة مقبولة. فوظيفة الجامعة هي اطفاء بؤر التوتر وليس اشعالها حيث اكدت التجربة والمؤشرات العامة - حسب الدراسة - ان تأزيم العلاقات العربية - العربية كان دوما في خدمة اجندة خارجية, اقليمية ودولية.
(العرب اليوم)