فوز الإسلاميين في الانتخابات

تم نشره الثلاثاء 06 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 12:57 صباحاً
فوز الإسلاميين في الانتخابات
د. فهد الفانك

منظرو السياسة الأميركية كانوا بعيـدي النظر فقد أدركوا في وقت مبكر أن حركات الإسلام السياسي في جميع البلدان العربية لها مستقبل، وأن الزمن لن يطـول قبل أن تتحقـق انتخابات حـرة، لا بد أن تظهر أداءً عالياً لهذه الحركات، وبالتالي يصعب تجاوزها.
من هنـا فإن الإدارة الأميركية مـدت جسـورها إلى تلك الحركات، وطمأنتها إلى قبول الإسلاميين كشركاء في الحكم مقابل الاعتـدال ومحاربة الإرهاب وقبول القواعد الديمقراطية.
هـذه السياسة أثبتت صحتها، فقـد فازت الأحزاب الإسـلامية فعلاً في كل من تونس والمغرب ومصر، وهي مرشـحة للفوز في ليبيـا والأردن، وفي كل بلد عربي تجري فيه انتخابات حـرة نزيهة.
هذا لا يعني أن هـذه الأحزاب اكتسحت الشارع السياسي، فالواقع أن شعبيتها الحقيقية تتراوح حـول 15% فقـط، ولكن عدم مشاركة 40 إلى 50 بالمائة ممن يحق لهم الاقتراع يرفع الحصة إلى 25 إلى 30 بالمائة من الأصوات الفعلية والمقاعد البرلمانية، وهي نسبة كافية لتحقيق الصدارة بالنظر لتشـتت باقي الأصوات الليبرالية والقومية واليسارية وتوزعها على عشـرات الأحزاب والحركات المتصارعة.
الحركات الإسلامية المنظمة، والعاملة تحت سـقف الدستور، والملتزمة بالديمقراطية والتعـددية، ليست يعبعـاً، فهي معتدلة من جهة، ومضطرة للائتلاف مع أحزاب علمانية لتشكيل الحكومة، وبالتالي فإن سلوكها في السلطة لا بد أن يكون مقبولاً للآخرين.
على العكس من ذلك فإن قادة الأحزاب الإسـلامية التي تنتقل من المعارضة السهلة وإطلاق الشـعارات إلى تحمل مسؤوليات الحكم تشـكل تحدياً كبيراً، فعليهم أن يواجهـوا ويعالجوا مشاكل الفقـر والبطالة وعجز الموازنة وارتفاع المديونية وتسـديد الأقساط و(الفوائد).
لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن تجربة عملية في المشاركة بخمسة وزراء في حكومة مضر بدران، وقد كانت التجربة وبالاً عليهم، فلم يكررونها بالرغم من أن جميع الرؤساء المكلفيـن كانوا يعرضون عليهم المشاركة، فالمعارضة وإطلاق الشعارات شيء ومواجهة الواقع وتحمل المسـؤولية شيء آخر.
سـلوك الإسلاميين الذين يصلون إلى الحكـم بالطرق الديمقـراطية كما حدث في تركيا، يختلف جذرياً عن سـلوك زملائهم الذين وصولا إلى الحكم عن طريق العنف وأقاموا أنظمة حكم شمولية وقمعية في إيران وأفغانسـتان والسودان وأخيراً قطاع غزة.


(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات