حوار مع عضو في حركة العدل والمساواة

فاجأني بالسلام في ردهة فندق الشيراتون في الدوحة إبان انعقاد الحوار السوداني ـ السوداني هناك عبر الوسيط القطري، وقدم نفسه بصفته عضوا في حركة العدل والمساواة السودانية. قال هل لنا أن نتحدث معا عن حال دار فور وما يجري على ترابها، قلت مرحبا ولكن نتحدث عن السودان وما يعد له في قادم الأيام ولا نحصر حديثنا عن دارفور وما يجري على ترابها. اتفقنا على جدول حديثنا.
تحدث صاحبي عن كل شيء في دارفور عن الحركات المناهضة للنظام السياسي عن القبائل وأعراقها وملاذاتها الموارد، ثم انطلق في الحديث عن ممارسات النظام السياسي في دارفور والحق انه كان قاسيا في نقده أو هجومه على النظام السياسي والحزب الحاكم في الخرطوم ، لقد ذكرني بأحاديث ما كان يسمى قبل الاحتلال الأمريكي للعراق بالمعارضة العراقية وقد بالغوا في كل شيء ضد النظام القائم في بغداد.
سألت محدثي من السودان هل أنت من دارفور؟ قال نعم ، أوليس كل حكام ولايات دارفور دارفوريين ؟ وان كل أو معظم القيادات الإدارية منهم أيضا ؟ قال نعم ولكن كل هؤلاء هم من أنصار الحزب الحاكم وان دارفور كانت إقليما واحدا قسمه النظام إلى ثلاث ولايات ، قلت أوليست دارفور تساوي مساحتها الجغرافية مساحة فرنسا ، قال نعم، قلت أوليست فرنسا مقسمة إلى مقاطعات أو جهات، أولستم القائلين ان السودان إقليم كبير لا يمكن حكمه من المركز؟ فلماذا لا تطبقون ذلك على دارفور؟ قلت تطالبون بالمشاركة السياسية وهذا حق من حقوق المواطنين اينما كانوا، لكن أليس في الحكومة المركزية والمناصب العالية كوزراء وقيادات عسكرية أفرادا من دارفور، قال بلى ولكنهم في وزارات وإدارات هامشية ونحن يجب أن نكون في مركز صناعة القرار. قلت الانتخابات قادمة ويمكنكم العمل الجاد للوصول إلى رأس هرم السلطة، قال هذا مستحيل لان النظام يملك بيده المال والاعلام وسوف يؤثر على العامة بشراء الأصوات، قلت سيكون هناك مراقبون دوليون وعرب ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الوحدة الإفريقية، قال كل هذا غير فعال. قلت إذا أنت تحكم على المتهم بالإعدام قبل أن تسمع ما يقول.
دعني افترض حسن نواياكم في العدل والمساواة، لماذا يوجد الآن أكثر من حركة مسلحة في دارفور ضد النظام القائم في الخرطوم؟ انتم في دولة واحدة تعتبرون حركاتكم حركات معارضة في داخل الدولة، قال لكل حركة أهدافها، قلت ليست إذا أهدافا وطنية وإنما أهداف مصالح خاصة دافعها الغيرة من حركة قرنق وما أنجزت، وإذا كان النظام يملك المال لشراء الذمم كما تقول فلما لا تفعلون فعله؟ قال نحن لا نملك المال ولا النفوذ الذي يملكه النظام ، قلت لقد حدثتني بان لكم جيشا مسلحا تسليحا جيدا، سؤالي من أين لكم السلاح وذخيرته؟ من أين لكم المال كي تصرفوا على جيشكم، يقودني هذا إلى استنتاج بان هناك دولا تزودكم بالسلاح والتدريب والإنفاق على جيشكم كما تقول، ومن هنا تدخلون في ميدان العمالة للأجنبي والخيانة الوطنية كما فعل رهط المعارضة العراقية الذي أودوا بوطنهم وشعبهم إلى الهاوية كما نرى اليوم.
قلت لمحدثي الحديث ذو شجون ولكن وقتك ثمين وكذلك وقتي، وانصرفنا على أمل أن نلتقي.
(2) لاجدال بان الجهود القطرية في إصلاح ما اختل توازنه بين النظام الرسمي السوداني وحركة العدل والمساواة السودانية المعارضة له، قد أثمرت بتوقيع اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة بين الطرفين وتوجت بزيارة أمير المصالحات العربية العربية سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر إلى أخوانه في القيادة السودانية يرافقه فريق من كبار رجال الدولة الذين ساهموا في مفاوضات الدوحة الأولى حول دارفور ، وإمعانا في تنفيذ ما اتفق عليه في الدوحة اصدر رئيس الجمهورية السيد عمر البشير قرارا جمهوريا بإطلاق سراح عدد من المعتقلين من كوادر حركة العدل والمساواه تنفيذا لاتفاق الدوحة، انها الخطوة الاولى وكما يقول المثل العربي اول الغيث قطرة ثم ينهمر.
كلمة أخيرة: لقد أرادت قطر بعملها هذا وجه الله ولهذا وفقت في خطوتها الأولى، وإذا سلمت من تدخلات أعداء النجاح في داخل السودان وفي جواره فلا جدال بأنها ستنجز مهمة المصالحة والبناء لعودة الحياة إلى طبيعتها في كل ارجاء السودان. وفق الله الجميع لتحقيق مصلحة السودان.

الشرق القطرية