إسرائيل..لم يبق على الخم إلا منتوف الذنب!
تم نشره الثلاثاء 13 كانون الأوّل / ديسمبر 2011 12:24 صباحاً

سلطان الحطاب
المدينة نيوز - هل اسرائيل محاصرة كما تقول مجلة الفورن افيرز المعروفة أم مهجورة كما وصفتها جريدة هارتس في افتتاحيتها..أم مكروهة كما وصفتها صحف غربية أم انه العالم أصابه الملل من ممارستها وشكاويها واختلاف ممارساتها عن أقوالها واهتراء ديموقراطيتها التي ظلت تغطي بها سوءاتها لأكثر من نصف قرن حين كانت تنفرد بذلك ويعيش العالم العربي من حولها أنظمة شمولية أو دكتاتورية أو بوليسية، أما وقد جاء الربيع العربي بعجرة وبجرة ليخلط الأوراق ويقيم مخاضاً عسيراً يصبح من الصعب الرؤية السهلة له وفيه فإن اسرائيل الآن مضطربة وحتى ملفاتها الاستخبارية والأمنية والمكلفة أصبحت غير ذي شأن لعدم قدرتها على التنبؤ وهذا هو الخطأ الثاني اذ كان الأول في يوم الغفران وحرب عام 1973 والمفاجأة المصرية العسكرية التي ردت على صدمتها جولدامائير آنذاك بكتابها التقصير..فهل سترد اسرائيل على نتائج الربيع العربي التي ما زالت تتالى بمزيد من الانتظار أم سترد عليه بالعجز أم تقوم بعمل أهوج فتضرب ضرب عشواء من تصب تمته ومن يسلم يقضي عليها!!
فقدت اسرائيل قيادتها التاريخية من بن غوريون الى بيغن الى رابين ولم يبق على الخم «بيت الدجاج» الا منتوف أو ممعوط الذنب أي «الديك الضعيف الذي نتفت الدجاجات ريش ذنبه»..وها هو نتنياهو الذي انتجه اليمين وتحكم فيه يجلس متبجحاً يوزع تهديداته ويريد أن يهرب من استحاقات عديدة داخلية في الانتخابات وخارجية في عملية السلام التي عاد الغرب ليضغط من أجل استئناف مسيرتها حتى لا تنجح الأمم المتحدة أخيراً في ارسال رسالة قوية لاسرائيل بتوليد الدولة الفلسطينية في حاضنتها رغم كل ما بذلته الادارة الأميركية من جهود وضغوط حتى لا تقوم هذه الولادة..
انتهى دور القادة الاسرائيليين الذين كانوا يخفون عيوب اسرائيل ويبيعون صورة أخرى للعالم لها..وها هم قادتها الجدد يظهرونها على حقيقتها حيث لا يستطيعون اخفاء عيوبها لوقوعهم في لوثة اليمين والتطرف وانتشائهم بنظريات ردود الفعل الهجينة التي ستدخلهم الى الحائط!!
ها هو الضعف والقلق والخوف الاسرائيلي يدفع قادتها للتمترس خلف قلعة الرفض لعملية السلام ويصبهم الغرور ليركبوا خيولاً يعتقدون انها ستصل بهم إلى طهران وعواصم أخرى دون احتساب ما يجري في المنطقة ومضاعفاته وها هي عقلية ليبرمان اليمينية التي ارعبت قطاعات واسعة من اليسار الاسرائيلي وجففت منابعه وجعلت اسرائيل وجهاً بلا عيون تسيطر على الحكم وتعمي الدولة الاسرائيلية التي لم تعد تثق حتى بأصدقائها وهي توزع منشورات داخل الولايات المتحدة لتهجير يهودها إلى اسرائيل بحجة أن اليهودي غير آمن في اسرائيل وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة وحتى أكثر قيادتها صهينة وهي الوزيرة كلينتون من نكران الجميل في حين تثبت الوقائع أن اسرائيل هي التي أصبحت غير آمنة رغم المظاهر الخادعة حيث ثبتت ارقام الهجرة المعاكسة ازدياداً كبيراً لقدرة اليهود على امتلاك مجسات الاستشعار التي تربطهم بمصالحهم وادراك أن اسرائيل ستتحول الى مشروع فاشل ما لم تضمن بالسلام ما لم تضمنه بالحرب.فالعرب وخاصة الفلسطينيين يعرفون ماذا يريدون من اسرائيل وقد تساعدهم التطورات الواقعية والتاريخية وان تأخرت في حين لا يعرف الاسرائيليون ماذا يريدون حين يدير زعماء اليمين الحاكمين فيها ظهورهم لكل مبادرة ويحاربون فرص السلام المعروضة ويعملون على اسقاطها بكل الوسائل دون أن يمتلكوا رهانا ان الحرب التي قد يفكرون فيها كخلاص قد تنقذهم في هذا الوقت الصعب والمتشابك والمتخم بالمشاكل والحروب حيث شعوب المنطقة لم يعد أمامها شيء سوى الرد على الضعف والاستخذاء والقهر والجوع وغياب الكرامة..ألم ير الاسرائيليون ردة الفعل الليبية على النظام وفي مصر وسوريا واليمن، هذه الطاقات ان وجهت بتيارات وطنية فماذا يبقى لاسرائيل من هوامش للمناورة..
ما زال الوقت متاحاً للرهان على عملية سلام تنسحب اسرائيل فيها من أرض الفلسطينيين ليقيموا دولتهم فالرهان على قصف المواطنين في غزة انتهى ولا قيمة له والرهان على استمرار تقيد مصر بمعاهدات تجاوزها الثوار وحجز العالم العربي خلف انظمة تخاف من اسرائيل يثبت من خلال المؤشرات أنه ينتهي أيضاً..اسرائيل بحاجة الى ربيع حقيقي لتصحو قبل أن يجرفها الجنون وغياب الحكمة.. ( الراي )
فقدت اسرائيل قيادتها التاريخية من بن غوريون الى بيغن الى رابين ولم يبق على الخم «بيت الدجاج» الا منتوف أو ممعوط الذنب أي «الديك الضعيف الذي نتفت الدجاجات ريش ذنبه»..وها هو نتنياهو الذي انتجه اليمين وتحكم فيه يجلس متبجحاً يوزع تهديداته ويريد أن يهرب من استحاقات عديدة داخلية في الانتخابات وخارجية في عملية السلام التي عاد الغرب ليضغط من أجل استئناف مسيرتها حتى لا تنجح الأمم المتحدة أخيراً في ارسال رسالة قوية لاسرائيل بتوليد الدولة الفلسطينية في حاضنتها رغم كل ما بذلته الادارة الأميركية من جهود وضغوط حتى لا تقوم هذه الولادة..
انتهى دور القادة الاسرائيليين الذين كانوا يخفون عيوب اسرائيل ويبيعون صورة أخرى للعالم لها..وها هم قادتها الجدد يظهرونها على حقيقتها حيث لا يستطيعون اخفاء عيوبها لوقوعهم في لوثة اليمين والتطرف وانتشائهم بنظريات ردود الفعل الهجينة التي ستدخلهم الى الحائط!!
ها هو الضعف والقلق والخوف الاسرائيلي يدفع قادتها للتمترس خلف قلعة الرفض لعملية السلام ويصبهم الغرور ليركبوا خيولاً يعتقدون انها ستصل بهم إلى طهران وعواصم أخرى دون احتساب ما يجري في المنطقة ومضاعفاته وها هي عقلية ليبرمان اليمينية التي ارعبت قطاعات واسعة من اليسار الاسرائيلي وجففت منابعه وجعلت اسرائيل وجهاً بلا عيون تسيطر على الحكم وتعمي الدولة الاسرائيلية التي لم تعد تثق حتى بأصدقائها وهي توزع منشورات داخل الولايات المتحدة لتهجير يهودها إلى اسرائيل بحجة أن اليهودي غير آمن في اسرائيل وهو ما أثار حفيظة الولايات المتحدة وحتى أكثر قيادتها صهينة وهي الوزيرة كلينتون من نكران الجميل في حين تثبت الوقائع أن اسرائيل هي التي أصبحت غير آمنة رغم المظاهر الخادعة حيث ثبتت ارقام الهجرة المعاكسة ازدياداً كبيراً لقدرة اليهود على امتلاك مجسات الاستشعار التي تربطهم بمصالحهم وادراك أن اسرائيل ستتحول الى مشروع فاشل ما لم تضمن بالسلام ما لم تضمنه بالحرب.فالعرب وخاصة الفلسطينيين يعرفون ماذا يريدون من اسرائيل وقد تساعدهم التطورات الواقعية والتاريخية وان تأخرت في حين لا يعرف الاسرائيليون ماذا يريدون حين يدير زعماء اليمين الحاكمين فيها ظهورهم لكل مبادرة ويحاربون فرص السلام المعروضة ويعملون على اسقاطها بكل الوسائل دون أن يمتلكوا رهانا ان الحرب التي قد يفكرون فيها كخلاص قد تنقذهم في هذا الوقت الصعب والمتشابك والمتخم بالمشاكل والحروب حيث شعوب المنطقة لم يعد أمامها شيء سوى الرد على الضعف والاستخذاء والقهر والجوع وغياب الكرامة..ألم ير الاسرائيليون ردة الفعل الليبية على النظام وفي مصر وسوريا واليمن، هذه الطاقات ان وجهت بتيارات وطنية فماذا يبقى لاسرائيل من هوامش للمناورة..
ما زال الوقت متاحاً للرهان على عملية سلام تنسحب اسرائيل فيها من أرض الفلسطينيين ليقيموا دولتهم فالرهان على قصف المواطنين في غزة انتهى ولا قيمة له والرهان على استمرار تقيد مصر بمعاهدات تجاوزها الثوار وحجز العالم العربي خلف انظمة تخاف من اسرائيل يثبت من خلال المؤشرات أنه ينتهي أيضاً..اسرائيل بحاجة الى ربيع حقيقي لتصحو قبل أن يجرفها الجنون وغياب الحكمة.. ( الراي )