الثمن الذي لا يشرف المعارضة

المدينة نيوز - كان الاختبار الاول لاوساط اسلامية معروفة في مصر, هو الموقف من الهجوم الشعبي على سفارة العدو الصهيوني في القاهرة.. ولم تكتف هذه الاوساط بادانة الهجوم بل اضافت ان اتفاقية كامب ديفيد والصراع العربي - الصهيوني لا يشغلها.. وكانت اوساط اسلامية اخرى تحدثت عن هدنة طويلة وصلح حديبية طويل مع هذا العدو.. وكان الاختبار الثاني عندما طلب كتاب عرب متعاطفون مع (ثوار) الناتو في ليبيا من مصطفى عبدالجليل تكذيب اخبار استقباله لصديق نتنياهو اليهودي الفرنسي برنار ليفي فكان رد عبدالجليل ظهوره علنا مع ليفي الذي حط بعد ذلك بايام في تل ابيب..
وكان الاختبار الثالث مع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية, ولم يصدق كثيرون ما سربته صحف امريكية عن موقفه المفاجئ من العدو الصهيوني, الا ان ظهر الغنوشي مع اللوبي الصهيوني الامريكي نفسه (الايباك).
وكان الاختبار الثالث عندما سربت مواقع خبرا عن محاضرة للشيخ القرضاوي يربط فيها بين صلح الحديبية وصحيفة المدينة خالطا بين يهود يثرب (العرب) وبين يهود الكيان الصهيوني الحالي..
وكان الاختبار الرابع عندما سربت المواقع خبرا عن لقاءات لما يعرف بالمجلس الوطني السوري مع قنوات صهيونية علما بان احد اعضاء الامانة العامة لهذا المجلس (رضوان زيادة) ضيف دائم على معهد واشنطن التابع للايباك الصهيوني الامريكي... ولم يصدق بعض اصدقاء المجلس هذا الخبر الا ان خرج برهان غليون نفسه بتصريحات نارية ضد حزب الله والمقاومة الفلسطينية رغم انه شأن معظم تيار المستقبل اللبناني كان موظفا في اجهزة فتح والمرحوم ياسر عرفات.. كما اضاف غليون ان قضية الجولان لن تحل بالحرب بل بالمفاوضات.. ولا ندري ماذا ننتظر من اطياف معارضة عربية واسلامية حول الموقف من العدو الصهيوني اما المواقف من الامريكان وعواصم النظام الرأسمالي العالمي, الاستعمار القديم والجديد, فصارت عادية وصاروا حماة الديمقراطية وحقوق الانسان والدول المدنية المنشودة..
الفرق بين ثورات ايام زمان عندما كان القوميون يستولون على السلطة بانقلابات عسكرية, انهم كانوا (يتذرعون) على الاقل بالقضية الفلسطينية و (يزعمون) انهم مهتمون بتحرير فلسطين, اما ثورات الناتو وقواها الجديدة من بعض الاوساط الاسلامية والليبرالية فلا يترددون في استقبال مبعوث نتنياهو او الايباك الصهيوني..
ولمن لا يعرف فقد كشف الصحافي الكبير هيكل في مقال له عام 1984 عن سرين آنذاك: حوار امريكي - اسلامي بشرط التعايش مع (اسرائيل) ومشروع اعدته المخابرات الفرنسية لاعتماد اوساط اسلامية ضد اليسار والقوميين وبالشرط نفسه.(العرب اليوم)