الخوف الحقيقي

المدينة نيوز - الخوف الحقيقي ليس من الذين فازوا أو يفوزون بصناديق الاقتراع, ولا يجوز أن يكون الخوف من الذين التفّ حولهم الشعب, وجاءوا بإرادة شعبية جماهيرية واضحة وشفافة, لأن الشعب الذي جاء بهم يستطيع أن يستبدلهم.
لكن الخوف الحقيقي من الذين يختلسون السلطة في غفلة من الجماهير, والخوف من الذين جاءوا الى الحكم عبر انقلاب عسكري دموي, والخوف من الذين جاءوا تحت جنح الظلام, دون إرادة شعبية, وبلا اختيار جماهيري.
والخوف الأكبر من الذين لا يريدون الاحتكام الى صناديق الاقتراع, والخوف الأشد من أولئك الذين لا يحترمون الصناديق إلاّ اذا كانت على مقاسهم, ووفق رغباتهم. ولا تفرز إلاّ حضراتهم.
الخوف من الذي ينظر الى الشعب أنهم رعاع وبسطاء وجهلة, ولا يثق بهم ولا باختيارهم, ويعتقد أن الوعي يجب أن يتمثل في أن يأتي الناس راكعين عند قدميه, أو يرفعوه على أكتافهم مصفقين.
الخوف من الذين يظنون أنفسهم فوق الناس, وفوق العالم, وأنهم وحدهم (أبو العرّيف). وغيرهم جهلاء وهم الذين يملكون خزائن المعرفة وهم الذين يملكون مفاتيح الديمقراطية والنسبة العظمى من الشعب هم من الدهماء.
الخوف من أولئك الذين يدلسون على الناس, وعندهم قدرة على قلب الحقائق, وتزييفها, أولئك الذين يسحرون الناس بخدعهم وألفاظهم, وأولئك الذين يسارعون في الاتهام, ولا يتورعون عن الكذب, والتضليل.
الخوف من الذين يعمي الحقد أبصارهم ويستولي الحسد على قلوبهم فيعملون على نشر البغضاء والقطيعة وتمزيق النسيج المجتمعي, شعارهم في الحياة (عليّ وعلى أعدائي), لا يذعنون للحق إلاّ وهم خائفون.(العرب اليوم )