ما هذا "الحكي" العربي والدولي تجاه سورية?

المدينة نيوز - درجت ألسن المحتجين العرب على طرح سؤال "ما هذا الصمت العربي والدولي?", وقد تحول هذا السؤال الى ما يشبه الفلكلور الاحتجاجي, وهو ما جعل مستخدميه لا يدققون كثيراً في الفروق بين حالات طرحه, ومنها الحالة السورية.
في الحالة السورية بالذات لا يوجد صمت حتى عند الصامتين تاريخياً, وهناك في الواقع الكثير من الحكي العربي والدولي حول الأمر. ويكفي أن نشير الى أن جهة صامتة منذ أكثر من ستين عاماً هي الجامعة العربية أصدرت في الأسابيع الماضية كميات من الحكي في الشأن السوري تعوّض عن كل صمتها السابق.
أما ما يتعلق بالاعلام وبصفته الجهة الرئيسية المختصة او المعنية بالحكي, فإنه باستثناء الفضائيات السورية الثلاث وبعض الفضائيات اللبنانية, فإن وجهة النظر "الأخرى" لا تجد من يعرضها, بل إن وجهة نظر المعارضة السورية غير المستعينة بالخارج هي أيضاً لا تجد من يعرضها, بينما تخصص عشرات القنوات العربية والدوالية جزءاً كبيراً من "حكيها" للشأن السوري. يبدو أن الطلب يتركز على صنف معين من الحكي.
الصمت الوحيد الحاصل لغاية الآن هو صمت مدافع وطائرات حلف الأطلسي التي لم تتكلم بعد, وفي الواقع لم يتبق حكي غير حكي هذه المدافع والطائرات, وهناك من يفصح علناً عن رغبته بسماع حكيها, بينما يفضل آخرون التمويه عن طريق مواصلة السؤال عن "الصمت" عموماً.(العرب اليوم )