ارفعوا أيديكم عن (الكلمنتينا)

- أرجو أن لا يذهب ذهن القارئ بعيداً ويظن أن في العنوان مقاصد أخرى أو توريات أو إشارات في ما بين السطور أو خلاف ذلك, إنني أقصد الكلمنتينا بالذات, تلك الفاكهة المسكينة التي ظلت تشكل تعويضاً "فواكهياً" للفقراء, ومكّنت أرباب الأسر المتواضعة في الأوساط الأقل "عظاً" منْ محدودي "الفغم", منَ الدخول الى بيوتهم بكيس من الفاكهة وأحياناً "شَرْحة" متوسطة الحجم, بل و"بكسة" كبيرة من الكلمنتينا في "عزّ الموسم".
لقد أصبحت رائحة الكلمنتينا من العلامات المميزة للأحياء الشعبية المكتظة في المدن الكبيرة والصغيرة وفي القرى بشكل خاص, إنها تواجهك من رأس الشارع, وتستطيع أن تشمها في ملابس الأولاد والبنات, وهي تفوح من أيدي الجميع, إنها في الواقع تعشش في الأجساد طيلة الموسم.
الوضع يتغير سنة بعد سنة, لقد ارتفع سعرها بشكل كبير بما يهدد مكانتها في الفلكلور الغذائي المعاصر, وبحسب إحصاءات رسمية فإن نسبة الارتفاع في سعر الكلمنتينا بالذات وصلت خلال السنوات الثلاث الأخيرة الى أكثر من 70% وذلك من دون أن يحل محلها صنف آخر سوى الموز "المستوي" الذي يباع "فرطاً" أسفل الدّف في فترات محدودة بما لا يشكل تعويضاً عن الكلمنتينا.
إن غياب الكلمنتينا من بيوت الفقراء سيحول دون تلبية نصائح المختصين والمختصات بالغذاء الصحي, لا سيما نصيحتهم ونصيحتهن بضرورة التزود بفيتامين (سي) من مصادر طبيعية, وحرصهم وحرصهن على أهمية تنويع مكونات وجبات الأطفال بحيث لا تقتصر على العصائر حتى لو كانت طبيعية, لأن هذه الأخيرة تخلو من الألياف.(العرب اليوم )