ماذا عن الإيجابيات؟

- عندما كتبت يوم 14 الجاري عن سـلبيات عام 2011، اتهمني بعض القراء بالتشاؤم وكنت في السابق متفائلاً، وكأن المتفائل يجب أن يظل متفائلاً، والمتشائم يجب أن يظل متشائماً مهما تغيرت الأحوال.
والواقع أنني لا اعتبر التشاؤم أو التفاؤل موقفاً بناءً، فالتشاؤم يعني أن ترى الأمور بمنظار أسود فتراها أسوأ مما هي في الواقع مما يدعو للإحباط، والتفاؤل يعني أن ترى الأمور بمنظار وردي فتراها أفضل مما هي في الواقع مما يدعو للتهور.
المطلوب إذن أن ينظر المراقب إلى الأمور بمنظار محايد لا يغيـر اللون ولا الحجم. وفي هذه الحالة فإنه يسـتطيع أن يرى الجوانب السلبية فيشير إليها بقصد معالجتها، والجوانب الإيجابية فيشـير إليها بقصد الاستزادة منها.
أما وقد ألقينا الضوء على بعض الأوضاع السـلبية لسنة 2011، فإن من المفيد أن نلقـي الضوء اليوم على بعض الأوضاع الإيجابية حتى لو اتهمنا بعض القراء هذه المرة بالتفاؤل:
قد يكون الأردن فقيراً بالموارد الطبيعية كالماء والبترول ولكنه غني بموارده البشرية وهي أثمن رأسمال.
قد يكون الأردن مديناً بمبلغ كبير بالعملات الأجنبية (5ر6 مليار دولار) ولكنه في الحقيقة دائن لأن ما يملكه من عملات أجنبية يزيد عن ضعف ما عليه من مديونيته بتلك العملات.
قد تكون الخزينة مدينة بمبلغ كبير بالدينار الأردني، (5ر7 مليار دينار) ولكن الدين يعود لبنوك أردنية، علماً بأن الخزينة تملك أصولاً تفوق كثيراً أضعاف مديونيتها.
قد يكون النمو الاقتصادي بطيئاً بالمقياس التاريخي (3ر2%) ولكنه جيد بالمقاييس العالمية، وما زال يفوق معدل النمو السكاني، مما يعني عدم وجود تراجع بل تقدم بطيء.
قد تكون نسبة البطالة في الأردن عالية نسبياً (5ر13%) ولكن معظم العاطلين عن العمل شباب حديثو التخرج، يعيشون ضمن عائلات فيها كاسب أو أكثر للدخل.
قد يكون هناك فقر، ولكن لا يوجد جوع. وهناك شبكة أمان للحماية الاجتماعية تؤمن التعليم والصحة مجاناً، وتدعم الخبز والغاز والماء والكهرباء، وتكلف 3ر1 مليار دينار سنوياً.
قد يكون هناك تذمر واحتجاج شعبي، ولكن عندما يجد الجد يعترف المتذمرون قبل غيرهم بأن الأردن بخير، ويدعون الله أن يحمي أمنه ورزقه ونظامه.
رد على مقال د. الفانك
«وزير الزراعة يقترح شراء طائرات»
عطوفة رئيس تحرير جريدة الرأي الأكرم
تحية طيبة وبعد، ،
ارجو النشر تحت عنوان «الى الخبير الاقتصادي مع الشكر»
في العادة وكما هو متعارف عليه فان الصحافة تضمن حق الرد، وأنا هنا لست بمعرض الرد على ما تقدم به الخبير الاقتصادي الكبير د. فهد الفانك في العدد 15032 من جريدة الرأي الغراء بتاريخ 18/12/2011 في زاوية رؤوس اقلام تحت عنوان «وزير الزراعة يقترح شراء طائرات»، ولكن الأمانة تقتضي ان انصف ذلك الرجل الوطني الذي ما كان ليقترح ذلك لولا غيرته على القطاع الزراعي ورغبته في مساعدته بأية طريقة كانت.
وابدأ من حيث انتهى الدكتور الفانك وأقول: اننا نعم لن نطالب المسؤولين بالسكوت ولكن أختلف معه فيما أسلف بعد ذلك على خبراء الاقتصاد في الوطن ايجاد اقتراحات ليست «خيالية» بحسب تعبير الدكتور بعد ان يقوم اولئك الخبراء بـ «حسابها» جيدا، فهذا هو عملهم المنتظر منهم ان ارادوا ان يخدموا هذا الوطن بأمانة، وان ينصفوا القطاع الذي لا يعلم أحد الا الله كيف يقوم بتحقيق الأمن الغذائي الاردني بكل اقتدار بالرغم مما يواجه من مشاكل جمة.
لو انني كنت مكان د. فهد الفانك لكتبت المقالة بطريقة اخرى بادئا بشكر معالي الوزير على اجتهاده في ايجاد حلول لمشكلة التسويق المستشرية في القطاع الزراعي معتمدا على مبدأ «من اجتهد وأخطأ فله اجر، ومن اصاب فله اجران» ثم سأوضح صعوبة تحقيق ما اقترحه معالي الوزير، وبعد ذلك سأقترح حلولا مناسبة لمشكلة التسويق، لن انتقد تصريحات معالي الوزير لمجرد الانتقاد، ولاثبات ما يشاع حول عداء شخصي تاريخي بين الدكتور الفانك وبين القطاع الزراعي، وربما يذكر الدكتور تصريحاته قبل عامين حول عدم جدوى القطاع الزراعي بكامله، وحول استنزاف مقدرات الوطن المائية من خلال تصديرها للخارج عبر الخضروات الاردنية.
ماذا يقترح الخبراء الاردنيون علينا من حلول في هذا الوقت الحرج للخروج من المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي من نقص في المياه والعمالة والتسويق، وأين هم اصلا مما يواجه القطاع المجاهد وحيدا؟.
بدلا من قسوة الانتقاد بصورة استهزائية لمعالي المهندس احمد آل خطاب كان علينا ان نشكره على الاقتراح مع ابداء وجهة نظرنا حوله بصورة لائقة، ولكي ننصف معاليه فانني أقول بأنه واحد من افضل وزراء الزراعة الذين عاصرتهم، فما حققه في شهرين فقط يفوق بكثير ما لم يستطع بعض الوزراء السابقين تحقيقه خلال فترة توليهم حقيبة وزارة الزراعة.
وأختم بنفس اسلوب «د». الفانك الذي بدأ به وأقول بأنني ارجو ان تكون الصحيفة قد اسقطت سهوا بخطأ طباعي كلمة «معالي» قبل لفظ وزير الزراعة، فمن غير المعقول ان يتورط كاتب وخبير كبير كالـ «د». فهد الفانك بخطأ كهذا على الرغم من عدم نسيانه حرف «د» قبل اسمه.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،،
رئيس مجلس الادارة
عدنان سعد الخدام