جامعة إربد تقيم ندوة بعنوان الجامعات ومسؤولياتها المجتمعية
المدينة نيوز - برعاية الأستاذ الدكتور محمد الصباريني رئيس جامعة إربد الأهلية، أقامت كلية العلوم التربوية/ أقسام الإرشاد النفسي والتربوي، والتربية الخاصة، ومعلم صف، ندوة بعنوان "الجامعات ومسؤولياتها المجتمعية " في رحاب الجامعة.
وألقت الدكتورة خوله القدومي عميدة كلية العلوم التربوية كلمة قالت فيها بعد ترحيبها بالحضور:
اشكر لكم تفضلكم بحضور هذا اللقاء الذي تنظمه كلية العلوم التربوية إيمانا منها بأهمية دور الجامعة في خدمة المجتمع ونشر الوعي المجتمعي الذي يجعل الفرد يفقه طبيعة دوره في تطوير مجتمعه، والنهوض به إلى أفضل المستويات في مختلف الميادين.
تعد الجامعات ركنا أساسيا من أركان بناء الدولة الحديثة، المنفتحة القائمة على الفكر المتطور وهي مؤسسة اجتماعية تؤثر في المجتمع من خلال ما تؤديه من وظائف ومهمات، كما أنها تتأثر بما يحيط بها من مناخات تفرضها أوضاع المجتمع وحركته لذلك كان التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع أهدافا تأخذ حكم المبدأ العام وتنطبق على جميع الجامعات ومنها جامعتنا، جامعة اربد الأهلية.
إن مجال الخدمة العامة بالنسبة للجامعة باب واسع ومتجدد وإن كان يختلف من جامعة لأخرى، إلا أنه ينبثق من مبدأ مسؤولية الفرد نحو مجتمعه، والمشاركة في نهضته وتنميته، فحياة الإنسان الفردية لا تنفصل عن حياته الاجتماعية بل هي في حالة من التكامل، والخدمة العامة واجب وطني يقوم به أساتذة الجامعات وطلبتها نحو مجتمعهم، ومن ثم فهي وسيلة لهم لتحقيق ذاتهم وقياس عطائهم وتعزيز انتمائهم وولائهم لوطنهن وأمتهم.
ويقابل الدور الأكاديمي الذي يضطلع به العاملون في الجامعات، دور تؤديه الجامعات نحو المجتمع، فما طبيعة هذا الدور؟ وما الوسيلة إلى القيام به؟ وما الأهداف التي يمكن أن تتحقق في ظله؟ أسئلة سيجيب عنها الأساتذة المشاركون خلال أوراق العمل التي سيقدمونها.
واشتملت الندوة على جلستين الأولى ترأسها الدكتور فكري الدويري/ كلية العلوم التربوية في الجامعة، وتحدث خلالها كل من الدكتور نشأت حسونة/ كلية العلوم التربوية في الجامعة، بورقة عمل بعنوان القيم معناها وكيفية اكتسابها، تناول خلالها معنى القيم وقيمة الأشياء وكيفية اكتساب وتكوين وخصائص القيم ووظائف القيم الشخصية، والمبادئ العامة لتدريس القيم، ودور المعلم في تعليم القيم، وأهمية القيم وعلاقتها بالتوافق النفسي والاجتماعي، وخلص إلى القول إن القيم هي التي توجه سلوك الأفراد والجامعات وتنظمه، ولا يمكن إغفال دراسة القيم الشخصية عند تحليل السلوك الإنساني وفهم السلوك التنظيمي، حيث يسعى الفرد إلى تحقيق أهدافه الشخصية اولاً ومن ثم يسعى لتحقيق أهداف المؤسسة التي ينتمي لها وإذا لم يحقق أهدافه الشخصية فانه لن يعمل على تحقيق أهداف المؤسسة، وأكد بان على الجامعات بهذا الصدد أن تعمل على تحقيق حاجات ومتطلبات الطلبة لتستطيع أن توجد القيم الجيدة لدى طلبتها.
والقى الدكتور عبد الحميد القضاة مدير المختبرات التخصصية في إربد، ورقة عمل بعنوان: التثقيف الجنسي وأدبه وضوابطه الشرعية، أكد خلالها على أهمية تزويد الأبناء بشكل متدرج بكل ما يحتاجون من معلومات صحية حول الأجهزة التناسلية في أجسامهم وتطورها وتأثيراتها عليهم جسمياً وفكرياً ونفسياً وعاطفياً في جو من الجدية والاحتشام حسب ما يمليه علينا قيمنا الدينية والاجتماعية مع مراعاة قدراتهم على استيعاب الجرعات التي تتناسب ومراحلهم العمرية.
أما الجلسة الثانية فقد ترأسها الدكتور إبراهيم الشهاب/ كلية العلوم التربوية في الجامعة، وتحدث خلالها كل من الأستاذ الإعلامي حسني عايش بورقة عمل بعنوان: أين الخلل؟ قال فيها: تركز حكومات بلدان العالم الثالث ومخططوها وتكنوقراطيوها على البنية التحتية والمرافق المالية والإدارية والاجتماعية (الكبرى) كالتربية والتعليم والصحة... في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهمل العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية (الصغرى) أو الخفية، وبخاصة القيمية (البنية العليا) على الرغم من أثرها القوي، وربما الحاسم في نجاح التنمية واضطرادها. وفي ورشة التربية المدنية والمجتمع العربي في العالم العربي التي عقدت في عمان في الفترة بين 29/6-1/7/1998 يعثر المرء على سر التخلف الاقتصادي أو العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية والقيمية والأخلاقية الخفية المعادية للتنمية الاقتصادية، التي لا تعيرها الحكومات والمدارس والجامعات والمخططون الاهتمام الكافي، ربما لأنهم لا يدركونها أو لا يرونها، لأنها خفية (غير مادية) على غير الباحثين والدارسين والمراقبين ورجال الأعمال والمستثمرين. وأضاف إن المرء الحريص على تقدم هذه الأمة وعلى خروجها من عنق الزجاجة، يخشى سيطرة دجالي المساجد والمنابر والفضائيات والمعلمين والمعلمات والأساتذة والأستاذات الملتبسين أو المهووسين، على الفكر، وإغلاق عقول الأطفال والشباب والناس بالترغيب والترهيب وإبقاء الأمة قاعدة: مذمومة ومدحورة. كما يخشى في الوقت نفسه أن يدفع التفسير الديني للظواهر للأحداث والحوادث كثيراً منهم إلى التطرف والإرهاب، وآخرين منهم إلى الشك في الدين أو إلى الكفر به لفتك الظواهر والأحداث والحوادث بالمسلمين دون تمييز ودون سواهم، لأن الله – سبحانه وتعالى – يعرف مسبقاً أوقات وقوع الظواهر والأحداث والحوادث والكوارث... وأماكنها وضحاياها ولا يحذرهم مسبقاً، ويجعلهم يتساءلون مستنكرين: لماذا لا يقف الله – سبحانه وتعالى – إلى جاب المسلمين مع أنهم غارقون في أكبر صحوة دينية إسلامية في تاريخهم كما يدعون؟!.
وقدم الدكتور كمال نزال/ جامعة اربد الأهلية ورقة عمل بعنوان منهجية إعداد الشباب للمستقبل قال فيها: بان الشباب هم العماد الأساسي لأي مجتمع فهم هدف التنمية وأدواتها ولهذا يعتبر تمكين الشباب من اكتشاف ذواتهم وزيادة فاعليتهم وتبصيرهم بالفرص المتاحة أمامهم واليات اغتنامها أساس النجاح في حياتهم الشخصية والمهنية، ومن اجل ذلك يقوم المجتمع بإعداد الطرق والأساليب لرسم الطريق التي سيعبر من خلالها الشباب للمستقبل.
وتناول الدكتور نزال في محاضرته الأدوات التي يتم فيها بناء الفلسفة الشخصية، وحاجة الشباب للقيم، وكيفية بناء قيم ايجابية نحو العمل الخاص وتطوير مشاريع صغيرة، ومهارات الدخول لسوق العمل والعمل بمهارة تحت ضغوط العمل والحياة.
وقدم الأستاذ نبيه الروسان/ مديرية تنمية اربد، ورقة عمل بعنوان: العمل التطوعي وانعكاساته على تنمية المجتمع المحلي، قال فيها: سعت المؤسسات التطوعية للنهوض بدورها الطليعي جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وحرصت هذه المؤسسات على امتلاك الأدوات التخطيطية والتنفيذية المتوافقة مع طبيعة دورها وحجمها وتحديد المسارات الصحيحة بالشكل الذي تأتي محصلتها ملبية للطموحات ومزودة بكل عناصر ومقومات الاستمرارية الكافية واضعة العمل الاجتماعي في الخانة الصحيحة للتنمية الشاملة.
وعرض الأستاذ الروسان لأهم الصعوبات والعراقيل التي تواجه مؤسسات العمل التطوعي، ولتوصيات قصيرة وطويلة المدى، وعرض بعضاً من النقاط لدور الجامعات وطلاب البحث فيها وشبابها وأساتذتها لتطوير المؤسسات التطوعية في الأردن.
اجتمعت لجنة التوصيات المكونة من: الدكتورة إيمان اللحام والدكتور عبد المهدي صوالحة، والدكتور سمير عيلبوني، والدكتور أيمن عبدالله بوضع التوصيات الخاصة بالندوة، وقد خرجت بالتوصيات التالية، التي قرأها أمام الحضور الطلبة: محمد الفندي، وتماضر مقدادي:-
1- تأصيل القيم الدينية وتطبيقاتها العملية، وذلك من خلال المناهج والمقررات الدراسية، وجميع الوسائل المتاحة،لما للقيم الدينية من أهمية في حياتنا المعاصرة.
2- إعداد البيئة الجامعية المناسبة والآمنة، والتواصل مع المجتمع، من أَجل المساعدة في إيجاد منظومة قيم اجتماعية جيدة.
3- زيادة الوعي بأهمية العمل التطوعي بين الطلبة، والانفتاح على المجتمع لتعزيز قيم المواطنة الصالحة، والتأكيد على المردود المعنوي أَكثر من العائد المادي.
4- زيادة الدعم الحكومي لبرامج المؤسسات التطوعية وأَنشطتها، وخاصة الفاعلة والعاملة والناجحة في مجتمعها المحلي.
5- وضع برامج تدريبية، ذات مناهج اقتصادية، وتسويقية، وإدارية واضحة للعاملين في المؤسسات التطوعية، والفئات المستهدفة في برامجها، ويبرز هنا أهمية دور الجامعات وطلبة البحث العلمي، والمعاهد المتخصصة في دراسة الجدوى.
6- اعتماد معيار الجدوى الاجتماعية، والعائد الاجتماعي، إلى جانب معيار الجدوى الاقتصادية والعائد الاقتصادي لأَي مشروع إنتاجي.
7- استحداث جائزة للملكية الفكرية للعمل الاجتماعي التطوعي.
8- التنسيق بين الجامعات الحكومية والأَهلية، وعقد مؤتمرات لمعالجة قضايا المجتمع.
9- عقد دورات تدريبية خاصة بالقيم المجتمعية وتأهيل الطلبة من خلال صناديق الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
10- الاهتمام بالتثقيف الجنسي المبني على المنهج الرباني وتعميمه حرصاً على سلامة الفرد والمجتمع.
11- تنظيم برامج خاصة بالآباء والأمهات والمربين لتدريبهم على التعامل مع القضايا الجنسية للأَبناء والطلبة في مختلف المراحل العمرية.
12- تنمية مهارات إدارة الضغوط النفسية لدى الطلبة.
وبنهاية الندوة التي حضرها عمداء الكليات وجمع كبير من أعضاء الهيئات التدريسية والإدارية والطلابية، وعدد من المدعوين، تم توزيع الشهادات على المشاركين.
بدأت الندوة والتي أقيمت في مدرج الكندي بالسلام الملكي، وتلا الطالب عمر الصقار، عدد من آيات الذكر الحكيم، وقدم لبرنامج الندوة الدكتور عبدالله تليلان كلمة ترحيبه بالحضور.
