(المهلوسون) !

تم نشره الأحد 05 نيسان / أبريل 2009 10:29 صباحاً
صالح القلاب


ينشغل الأردنيون، ليس كثيراً بل وعلى نطاق أضيق من خرم الإبرة، بإصرار المجموعة الصغيرة إياها على الإستمرار بالعزف على أوتار هلوسات ينطبق عليها ذلك القول القائل: يكذب الكذبة على نفسه في الليل خلال منامه وعندما يستيقظ إن باكراً أو متأخراً يصدقها ويأخذ بترويجها على أنها قراءة للمستقبل بدون ضاربة ودع وأنها منسوبة الى مصادر عليمة ومطلعة !! تفطر في الصباح على مائدة كبير الحاخامات الإسرائيليين وتتعشى في المساء مع أكبــر مسؤول في منظمة أيباك اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة .

عنـزة ولو طارت ويقول العقلاء لهؤلاء أنه ثور فيصرون على أنه بقرة حلوب صفراء فاقع لونها كبقرة بني إسرائيل التي ورد ذكرها في القرآن الكريم فـ المصادر العليمة والمطلعة تقول لهم ان مشروع الأقاليم وراءه مؤامرة صهيونية سكناجية وأن المطار الزراعي فيه إنَّ وأن قناة البحرين تستهدف الأمة العربية المجيدة ومثلها مثل قناة بنما وأنها ستحول وادي الأردن الى مرابع سياحية لـ شذاذ الأفاق ... والعياذ بالله .

مجنون يتحدث وعاقل يستمع فالذين يقرأون كل شيء يتعلق بهذا البلد وتطوره ونهضته بعيون حُولٍ بادروا الى إختراع قصة أكثر إثارة من أفلام جيمس بوند فالأقاليم المقصودة حسب هؤلاء خمسة وليس ثلاثة فالإقليم الرابع هناك غربي النهر حيث الضفة الغربية التي طلقها الأردن طلاقاً بائناً بينونة كبرى منذ فك الإرتباط والإقليم الخامس هناك في الشرق وراء الصحراء حيث الرمادي والمنطقة السنية العراقية .

هذيان وهلوسات وتفكير مريض وتسويق بائس لبضاعة وهمية غير موجودة أصلاً وكأن الشعب الفلسطيني بعد كل هذا الكفاح الطويل وبعد نحو قرن من العذاب والمآسي والصمود لم يعد أمامه إلا ان يعرض نفسه ووطنه على قارعة الطريق وكأن الأردن بعد كل هذه التجارب المرة لايزال يفكر بصيغة ما قبل الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967 أو بصيغة منسوخة عن تلك الصيغة .

لا عودة عن قرار فك الإرتباط ولا عودة لصيغة ما قبل الرابع من يونيو (حزيران) العام 1967 ولا حل لهذه القضية المقدسة إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على ما أُحتل في تلك الحرب الحزيرانية الكارثية وإن من حق شعب مكافح ومناضل عظيم ان يقرر مصيره بنفسه فوق تراب وطنه وأنه لا حلَّ إلاَّ هذا الحل .. وهذا لم يتوقف الأردن عن تكراره والإستمرار بطرحه وبقي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يؤكده ويواصل الإصرار على تأكيده في كل مؤتمر وفي كل مناسبة وفي كل لقاء وفي كل ذهابٍ وإياب .

أقاليم ثلاثة وقد تصبح خمسة بالفعل ولكن بإضافة إقليم رابع هو إقليم وادي الأردن من الشونة الشمالية وحتى وادي عربة وإضافة إقليم خامس هو إقليم البادية بمناطقه الثلاث الشمال والوسط والجنوب وحكاية الرمادي والمناطق السنية العراقية مضحكة حتى حدود الإستلقاء على الظهر وهي تذكرنا بأحاديث عشية الحرب الأخيرة على العراق حيث من قبيل إستهداف المملكة الأردنية الهاشمية جرى الترويج لتصور مختلق تحدث عن أن مَلِكاً هاشمياً يجري إعداده ليستعيد ملك أهله في بلاد الرافدين الذين ذبحوا حتى آخر طفل بإسم التقدمية والثورية .

في كل يوم يعلن الأردن تمسكه بوحدة العراق أرضاً وشعباً وكانت زيارة جلالة الملك المبكرة جداً الى بغداد أول زيارة يقوم بها قائد عربي الى عاصمة الرشيد وأيضاً كانت زيارة الدولة التي قام بها جلال الطالباني الى عمان أول زيارة يقوم بها رئيس عراقي في العهد الجديد الى عاصمة عربية وهذا البلد هو أكثر العرب وغير العرب حرصاً على ان يبقى العراق موحداً لكن ومع ذلك ورغم كل هذا فإن فرقة عزف الألحان الجنائزية تصر على ان منطقة الرمادي هي الإقليم الخامس وكأن الشعب العراقي معروض للبيع والشراء والسمسرة وكأنه لا يتمسك بوحدة هذا الوطن ويمكن ان يتخلى عن ذرة من تراب هذا الوطن !! .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات