تسهيل مهمة نتنياهو أو مهمة عبدالله الثاني!
اذا حدد العرب ما الذي يريدونه لأنفسهم ومن العالم، بالحدود السياسية المتعارف عليها في فلسطين، وفي قضية الصراع العربي - الاسرائيلي.. فإن العالم ليس بعيداً، ولا معادياً كما يتصور الكثيرون!!.
اما الذين يتعاطون مع القضية الفلسطينية بشعارات: من البحر الى النهر أو بمحو دولة اسرائيل من الخارطة. فإنهم اثنان:.
- إما كذاب ودجال يدخل السياسة من باب النكايات، والتخريب، والمتاجرة!.
- أو ايديولوجي قطع صلته مع العالم، واختار الارهاب طريقاً ونهجاً!!.
قد تعارض حماس السلطة الوطنية، وقد ترفض المشاركة في حكومة قائمة على اساس اتفاقية اوسلو، مع ان حكومتها كانت كذلك. لكن حماس لا تستطيع رفض قيام الدولة الفلسطينية. والا فانها من جماعات العمل الايديولوجي.. الذي سينتهي الى العدمية!!.
لقد كسبت حماس معركتها الانتخابية، وكسبت جزءاً من الرأي العام الفلسطيني. لأنها كانت تطرح السؤال الاساسي: لماذا المفاوضات طالما ان الاستيطان مستمر، وطالما أن الجدار العنصري مستمر، وطالما أن تهويد القدس مستمر؟!!. هذا طبعاً غير الاتهام بالفساد للسلطة ورموزها. وفتح بالمقابل تستطيع الان أن تطرح السؤال ذاته: اذا كان الاستيطان مستمراً، والجدار مستمراً، والتهديد مستمراً فما الذي افاده اطلاق صواريخ، لم تقتل غير اسرائيليين اثنين بعد 982 صاروخاً.. احدهما فلسطيني؟!!.
الوضع العربي ليس مختلفاً كثيراً عن الوضع الفلسطيني. ووزراء خارجية ست دول عربية اجتمعوا بعمان ليضعوا اساساً لتحركهم السياسي. والدول الست مقسمة، منها جماعة الاعتدال والعمل السياسي، ومنها جماعة الممانعة والمقاومة. ونظن ان الطرفين يملكان رؤية موحدة رغم الشعارات وهي رؤية تم الاتفاق عليها في القمم الاخيرة. ومن الطبيعي أن تطرح الدول الست خططها على الادارة الاميركية اولاً. بحيث يكون العمل القادم على أساس اقامة الدولة الفلسطينية والسلام العادل الشامل على اساس المبادرة العربية الملخصة بجملة واحدة: انسحاب كامل مقابل سلام كامل.
الاجتماع في عمان له مدلولاته، ورحلة عبدالله الثاني الى واشنطن لها مدلولاتها. وعلينا أن نفهم حقائق المرحلة. فالكلام كثير، والكذب قائم ومستمر، والادعاء فاق فارس مقاتلة الطواحين.. هذا اذا اردنا الوطن الحر المستقل للفلسطينيين. لان استمرار الانقسام يصب في خانة تسهيل مهمة نتنياهو!!.