العملية التفاوضية بين المجسات السياسية والقواعد الضابطة

تم نشره الخميس 16 نيسان / أبريل 2009 10:43 صباحاً
د. حازم قشوع

بدأت الحكومة الاسرائيلية الجديدة باطلاق مجسات سياسية بغاية البحث عن مساحات يمكن اختراقها لتغيير مسار العملية التفاوضية وقواعدها السياسية والتي باتت تحكمها ضوابط ومرتكزات مأطره بقرارات الشرعية الدولية واتفاقات دولية اقرتها الحكومات الاسرائيلية السابقة ، والتي تمثلها خارطة الطريق واتفاقات انابوليس حيث جاءت كل منها من اجل احراز تقدم فعلي على مسار المسرح التفاوضي ودفعت كل منها العجلة التفاوضية للتقدم خطوة للامام في سبيل الوصول بحالة المخاض التفاوضي الى استخلاصات مفيدة، فلقد نصت خارطة الطريق التي صممها جورج متيشل المبعوث الحالي للادارة الامريكية للمنطقة على وقف الارهاب والاستيطان واقامة الدولة الفلسطينية والتفاوض حول المسائل الجوهرية بينما حمل اعلان انابولس مبادئ للحل المستهدف والشروع بتنفيذ مراحل خطة خارطة الطريق مع استمرار حالة المفاوضات والوصول الى اتفاق رف يتم تطبيقه عبر الخطوات المرحلية التي اقرتها خارطة الطريق التنفيذية ، وهو ما يشير بل ويؤكد ان لا تعارض بين خارطة الطريق واعلان انابوليس ويدحض الاقاويل التي يسوقها الوزير لبيرمان في تصفية مسيرة انابولس ومشروع حل الدولتين والذي ما زال رئيس وزرائه نتنياهو يرفض القبول به كمسلمه من ثوابت الحل وكنتيجة من استخلاصات العملية التفاوضية والتي ما زالت تعيش حالة المجسات السياسية في ظل دخول حكومة اسرائيلية غير مؤهلة لتكون شريك فاعل في العملية السلمية ، هذه العملية والتي بحاجة الى من يقدم لها الفعل المقرون بالقول والاداء الموضوعي المستند الى قواعد المشاركة لا الى اسلوب القوة والغطرسة والبحث عن مساحات التصالح والتشارك لا عن مكامن الضدية والمراوغة، فان المرحلة بحاجة الى الوضوح بالرؤية من كل المشاركين في صناعة قرار السلام والى الشجاعة بالطرح من جميع المؤمنين بضرورة الحل الذي يفضي الى نتائج يمكن البناء عليها في حفظ الامن والسلم للمنطقة وشعوبها وتقديم حالة تنموية تشاركية تكون المرتكز لبناء شرق اوسط خالي من الابتزاز بالقوة الاستتراتيجية وعامل على صون انسانه بثقافة ديمقراطية تعددية.   

                                                                                                      
لقد اوضحت الادارة الامريكية الجديدة سياستها حيال العملية السلمية عندما اكد جورج ميتشل في معهد بروكنز بواشنطن اهميته المبادرة العربية للسلام عندما قال" ان المبادرة العربية للسلام ستكون جزء من سياسية ادارة اوباما في الشرق الاوسط ونحن تعتزم ادراج مبادرة السلام العربية في سياستنا "، كما اكد الرئيس الامريكي اوباما على تأييد ادارته لحل الدولتين ، الامر الذي يقود الائتلاف الحكومي في اسرائيل الذي يعكف على بلورة خطة تسوية اقليمية شاملة للسلام والتعاون في الشرق الاوسط لان يعيد حساباته للتعامل الجدي والفاعل مع المبادرة العربية للسلام كونها الخيار الامثل للوصول الى نتائج مفيدة تضمن الامن والسلام والانصاف والعدالة للقضاياه.   

        
لقد حرصت الدبلوماسية الاردنية ومن وحي ايمانها بالعملية التفاوضية السلمية وتقديرها الموضوعي للظروف والمتغيرات الاقليمية والدولية على المشاركة الفاعلة والمسؤولة ازاء متطلبات المرحلة وقدمت جهود موصولة تجاه توفير المناخات الملائمة وتوحيد الجهود السلمية سيما الصوت العربي تجاه قضايا وملفات المنطقة وهو ما اكده اجماع وزراء الخارجية العربي في عمان لحمل جلالة الملك للموقف العربي الموحد والذي أتفق عليه في قمة الدوحة الى الادارة الامريكية في الحادي والعشرين من الشهر الحالي لكون جلالته سيكون القائد الاول في الشرق الاوسط الذي سيلتقي الرئيس اوباما في البيت الابيض نظرا للحظوه والمكانة العالمية التي يتمتع بها جلالته والدور الفاعل الذي يقوم به لابراز معاني السلام وثقافة الحوار الذي يهيئ مناخات تساعد على ايجاد ارضية تنصف الحقوق العربية على اساس قرارات الشرعية الدولية وتبلور منطلق قويم يقود لنتائج مفيدة تحفظها الاجيال القادمة وتصونها كمكتسب سياسي وتنموي يحفظ مقومات العيش الكريم للانسان هذه المنطقة ويقوي مجتمعاتها ويجعلها اكثر منعة واستقرار.              

                                                                    
ان الوقت قد حان  لينصر صوت  السلام والعدالة لمناهجه ، ويشد من عضد قادته بما يمكنهم من ترسيخ النهج السلمي السليم فهو وحده قادر على حفظ  الامن وجلاء الظلم كما وحده يستطيع الوصول بالمنطقة الى نتائج قوامها التشاركية واحترام التعددية الثقافية بما يقود لمنطلق نمائي جديد .    

 

* الامين العام لحزب الرسالة                    



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات