الأردن راسخ ولا تهزه هلوسات عوزي آراد !

أرست المملكة الاردنية الهاشمية مكانة راسخة لها في الاسرة العربية، وفي العالم الاسلامي، وفي المجتمع الدولي. وقامت بأدوار رائدة على الصعيدين الوطني والقومي. وكان ذلك بفضل القيادة الحكيمة للملك الراحل الحسين بن طلال طوال سنوات حكمه. وقد آلت القيادة من بعده الى الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي أثبت في فترة وجيزة مواهب قيادية عالية، وقاد البلاد منذ توليه زمام المسؤولية الكبيرة بحكمة عميقة، وادراك واسع لحقائق العصر وتوازنات هذا العالم. وقد أكمل بذلك المسيرة التي قادها والده الملك الراحل الحسين، واكتسب بذلك الاحترام في العالم وتقديره وتأييده. وقد عرف كيف يحافظ على بلاده، وأن يوظف دور المملكة في الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته في كل المحافل الدولية والخارجية، وكل المنابر.

***
مناسبة هذا الكلام هو القرار الذي اتخذه رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو بترشيح مستشاره السياسي الأول عوزي آراد رئيساً لمجلس الامن القومي واقرار ذلك في مجلس الوزراء الاسرائيلي بالاجماع ودون تحفظ. وآراد معروف بآرائه المتطرفة، وهو الابن البار للموساد ورئيس لدائرة البحوث فيه. وهو صاحب نشاطات جعلته شخصية غير مرغوب بها في الولايات المتحدة الاميركية نفسها، وترفض السفارة الأميركية في تل ابيب منحه تأشيرة دخول الى أميركا، وتعتبره خطراً على أمنها. وهو في نظرياته ونشاطاته يشكل أيضاً خطراً على الامن العربي القومي لا سيما في نظريته المعروفة بـ (الخيار الأردني)، وتحويل الأردن الى (دولة فلسطين الهاشمية)! كما انه من المتحمسين لقيام اسرائيل لـ (دولة يهودية) خالصة، والتخلص من الضفة الغربية بضمها الى الاردن مع فلسطينيي .1948
***
المملكة الاردنية الهاشمية دولة راسخة بشعبها ونظامها وملكها، وهي أصلب من أن تهزها هلوسات هذا العنصري المتعصب. وحقوق الشعب الأردني في دولته الملكية المستقلة، لا تنفي حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس. وهذا هو الهدف المشترك الذي يوحّد بين الشعبين الأردني والفلسطيني وتدعو له الدول العربية كافة. وهو العنوان الذي ناضل من اجله طوال عقود الملك الراحل الحسين، وحمل الامانة من بعده الملك الشاب عبدالله الثاني بكل ما أوتي من حيوية وفكر وقدرات والتزام بالأهداف الوطنية والقومية. وهي جهود كانت موضع تقدير الشعب الفلسطيني والدول العربية والمجتمع الدولي.

الانوار اللبنانية