جيهان الحرة!
.. كان على جيهان ان تجلس ساعات على حافة السطح العالي، وتهديدها بالانتحار لنكتشف حالتها!! ولو أنها ذهبت الى وزارة التنمية أو طرقت باب مستثمر أردني لردها خائبة!!.
عجيب كيف نسمع كل شيء من خلال الصراخ بصوت عال، ولا نرى الاشياء إلا من على سطح الطابق السادس، ولو أن الجامعة التي تدرس فيها جيهان كان لديها، ككل جامعات العالم، مكتب لشؤون الطلبة، بالمعنى المعروف، لحل مشكلتها، فقد درسنا في جامعات اوروبية واميركية، ومنا رؤساء وعمداء جامعاتنا وكنا نعرف في شؤون الطلبة مكاتب يراجعها الجمهور اذا احتاج الى جليسة أو جليس لطفله، أو للعناية ساعات بالوالدة أو الزوجة المريضة، أو لتسويق مادة أو كتاب أو انسايكلوبيديا أو أنواع من العطور والمطريات.. فجيهان لم ترفض العمل.. لكننا نحن الذين لم نفهم الحاجة الا بالاستعطاء والشحاذة.. أو بالقفز من الطابق السادس!!.
ونقول لجيهان الشجاعة التي نؤكد أنها لم تكن تريد الانتحار وانما تريد أن تهز جاكيت الاردنيين ليتنبهوا لها، ولمثلها الالاف ، وتهز الضمائر السادرة.. ونحن نبدأ هنا بالحكومة، ومؤسساتها الكثيرة المعنية بالعائلة، والمعنية بالطلبة، والمعنية بكرامة المجتمع الذي نعيش فيه، فنحن شعب كنا نهتم بجيراننا، ونهتم بمواطنينا، ونهتم بالغريب، فكيف اذا كان مثل جيهان الحرّة التي تجوع ولا تأكل بثدييها؟!.
ندعو الى القليل من الكلام الحكومي.. من المنتديات، والحوارات وورشات العمل وغداءات العمل، القليل من الكلام والكثير من التنبه والاهتمام بالناس وندعو الجامعات الى فتح مكاتب تشغيل رسمية لطلابها.. وخاصة التشغيل الموقوت وداخل الأسر والشركات، فقليل من الذين درسوا في الخارج لم يعملوا بجلي الصحون في مطاعم ومشارب المدينة والضواحي.. فلماذا ينسون الان بعد ان عادوا بشهاداتهم وخبراتهم.. وجلسوا على الكرسي؟؟.
جيهان والكثير من الجيهانات بانتظار حل مشاكلهم الحياتية الصغيرة!!.
الرأي