أحلاهما مر

ننتظر ما ستفضي اليه الانتخابات الرئاسية المصرية ففي نتائجها تتحدد مآلات الربيع العربي وما اذا كان ربيعاً اخوانياً أم سنشهد ردة وحنيناً الى النظم البائدة.
ولسوء حظ العرب ان الخيارات تم اختزالها بين ثقافة الفساد المتمثلة في نظم نهبت وسلبت مستقبل شعوبها وبين احادية فكرية متشددة تعيش الحاضر بعين الماضي..
بين شفيق ومرسي تقف مصر المحروسة بين خيارين أحلاهما مر ويقف معها الربيع العربي برمته في ذات النقطة فتونس وليبيا واليمن وسورية اشعلها أمل بحكومات ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة غير ان من ركب الموجة هم من كانوا يفاوضون في اللحظات الحرجة النظم السابقة..
كلنا يذكر كيف نظم الاخوان وفداً لمحاورة نائب مبارك وشبان الثورة صامدون في ميدان التحرير فهل يقبل شبان الثورة اليوم ان يجري تخييرهم بين من رفضوا محاورته رئيساً للوزراء في عهد بائد وبين من اندلق على محاورة أركان النظام؟
وما يجري في مصر يجري في سورية وان كان بشكل دموي وعنيف ، فالخيارات ليست الا بين دم ودم..
نشعر بحزن عميق على مآلات الربيع الذي تحول الى خيارات ليست في مصلحة الشعوب غير ان التاريخ لا يصنع عادة في صراع ساذج بين خير وشر بل ربما بين شر واقل شروراً ، لذلك فان الحصافة تقضي بان ننظر الى المشهد القائم ليس بوصفه مآلاً نهائياً بل الى كونه ليس اكثر من حلقة في سلسلة لا تتوقف ابداً..
سيقف الثائر الديمقراطي المصري أمام صندوق الاقتراع وسينظر قبل ان يكتب احد الاسمين وسيختار بين حليف غير امين على مبادئ الثورة وبين خصم يريداعادة عقارب الزمن الى الوراء واحلاهما مر. ( الرأي )