ثورة مصر.. اليسار المخادع والمجلس العسكري المتآمر!!

كل العرب والمسلمين تأثروا فرحين بموجة الفرح التي عمت مصر الشقيقة في 25 يناير حتى 12 فبراير 2011، عندما نجحت جماهير الشعب المصري في إسقاط فرعون الطاغية عن عرشه الذي ظن أنه لن يبيد أبداً.
لكن الشهور تلو الشهور قد مرت وببطء شديد، وفي ظل الفرح الذي خدر الجماهير صحا الشعب الطيب على خدعة كبرى قد تعرض لها؛ إذ فوجئ الجميع بالجيش المصري الذي اطمأنوا إليه وسلموه رقابهم ودماءهم، وكان الممثلون الأذكياء هم ما سمي «المجلس العسكري الأعلى» ممثلاً في عجوزهم الملقب بالمشير ونائبه صنيعة أمريكا الفريق سامي عنان، واللواءات الذين اشتعلت رؤوسهم شيباً الذين فيهم ثلاثة أو خمسة ممن صانوا الود، وحفظوا الأمانة، وحنوا رؤوسهم، خاشعين لدماء الشهداء الذين كانوا وقوداً للثورة، بينما انحاز الباقون إلى المشير العجوز والفريق المتصابي وطعنوا شعبهم في الصميم، وقتلوا منه ألفاً واعتقلوا عشرة آلاف من الأبطال العمالقة الذي شموا رائحة الخيانة، حين ترك هؤلاء الجنرالات جرذان الفساد وأفاعي العهد المباد يسرحون ويمرحون، ويخططون في حرية آمنين، ولم نسمع أنهم حاسبوا فاسداً أو ضابطاً من المجرمين، ولم ينتقموا للشهداء الذين أشعلوا الثورة وغذوها بدمائهم عن طيب نية هانئين راضين، وكانوا قساة على الثورة والثوار؛ مما جعلهم يثورون ثانية وثالثة، بينما القادة الذين سرقوا الثورة رغم أنوفهم كانوا يتنازلون عن بعض من سلطانهم للشعب، إلى أن فوجئ الجميع بنمرود من العهد المباد يطفوا على سطح المستنقع، الذي كان يجب أن يكون قد أصابه الجفاف والعفن، وعلى كتفيه نجمات صفراء ونياشين تقول إنه كان من رواد عهد الفساد المنقرضين، وإذا به يتحرك مغروراً وقد دفع له رجال المال من الطغاة الذين أفسدوا الحياة في كل مصر على مدى أكثر من ثلاثين عاما، مما مكنه من البقاء ثم تجديد جلده ليتنافس القادة الشرفاء في الانتخابات للرئاسة، ويسقطهم ويصبح في القمة، لكنه كشف عن كل الأدعياء الذين تخفوا في ظلام الليل في جهاز الإعلام من فضائيات وصحف، وإذا بنا نسمع عن آلاف من اليسار المحنط أدعياء الثورية أمثال رفعت السعيد، ومساعدته فريدة النقاش، وحاملة الشعارات الملونة كريمة الحناوي، وأبو العز الحريري الذي خدع الشعب طويلاً، ووجد له أربعين ألفاً من أبناء الشعب المخدوعين المؤيدين، ومعهم ثلة من نشطاء الإعلام في مقدمتهم أمين اسكندر، وجيهان منصور، وقد راحوا لهذا الفريق الأفعواني يطبلون ويزمرون ويقارنون بكل خبث ودهاء بينه وبين الممثل الاول للثوار، ويتهمونه بالرجعية وتمثيل جماعة الاخوان المسلمين التي ظهرت للشعب كله في عدة شهور بأنها كاذبة ومخادعة؛ لمجرد أنها تتفاعل مع الأحداث بما يناسبها، وتتصرف كحزب حاكم، لما فازت به من الأغلبية رغم أنها ضحت بعشرات النساء من أبناء حزبها، لترضي الآخرين، ولقد اعلنها صراحة حزب التجمع اللاوطني، وانضم الى الفريق الأفعواني في حملته الرئاسية؛ مما جعل الثوار يتذكرون كيف أنه قد وقف ضدهم يوم قاموا بثورتهم في 25 يناير 2011، وها أنا ذا أكتب هذه السطور والجماهير تملأ الميادين، مجددة ثورتها وعهدها لثوارها الشهداء الغر الميامين.
ولقد انضم الشرفاء إلى الثورة والثوار الصادقين الصامدين، وسنرى فجر النصر يبزغ من جديد بعد عام، وسيرحل المجلس العسكري ليعود الى خنادقه، وكفانا الله شر الخائنين والمتخاذلين. ( السبيل )