ليبرمان يخاف حضور ديربان
نسبة المشاركة العربية الرسمية ضعيفة، في مؤتمر ديربان (ضد العنصرية) بجنيف هذا ما يؤكده المشاركون، اما الاسباب فلا تحتاج الى (قراءة الفنجان)، الولايات المتحدة قاطعت المؤتمر من اجل عيون اسرائيل وبعض العرب لا يقاطعونه رسمياً انما يقاطعونه عمليا لاجل عيون امريكا.
ليست القضية هنا، فضعف العرب اصبح من ظواهر العصر المرضية، القضية الجدّية هي استمرار دول حضارية مثل الولايات المتحدة وكندا واستراليا والسويد وهولندا.. الخ، في انكار الحقيقة الماثلة كالشمس وهي ان اسرائيل دولة عنصرية ليست فقط بممارساتها ضد الفلسطينيين ولكن ايضا في قوانينها.
مؤتمر ديربان مهم لانه ليس تجمع دول فقط وانما منظمات مجتمع مدني من جميع انحاء العالم ، وهو يكتسب اهمية اضافية بالنسبة للعالم العربي لانه يأتي بعد شهور قليلة من حرب الابادة العنصرية التي ارتكبتها اسرائيل ضد قطاع غزة وفي ظل استمرار الحصار الخانق على مليون ونصف مليون فلسطيني.
الولايات المتحدة وبعض الدول المساندة لاسرائيل تزعم بانها تقاطع المؤتمر لانه يشجع على (معاداة السامية) اضافة الى الذريعة الاخرى المتعلقة بحضور الرئيس الايراني احمدي نجاد، وهذه ذرائع من نوع المضحك المبكي. فأمريكا والمقاطعون الآخرون يجهلون او يتجاهلون ان العرب ايضا هم اقوام ساميون، كما يجهلون او يتجاهلون حقيقة ان وزير خارجية اسرائيل الحالي عنصري فاشي، وان غيابه او غياب المسؤولين اليهود الآخرين عن ديربان ليس احتجاجاً على حضور احمدي نجاد وانما لخوفهم من المثول امام مؤتمر دولي يعرف حقيقتهم من اقوالهم وافعالهم. واكثر من ذلك هناك منظمات حاضرة في ديربان قدمت دعاوى قضائية على قيادات اسرائيل، من اولمرت الى ليفني وباراك بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
بماذا توصف تصريحات ليبرمان التي دعا فيها الطيران الاسرائيلي الى تدمير السد العالي؟ اذا لم تكن هذه التصريحات التي تستهدف تدمير مصر، عنصرية، فما هي العنصرية عنذئذ؟!
واذا لم توصف تصريحاته بتهجير مليون وربع المليون من فلسطينيي عام 48 بالعنصرية والفاشية النازية فماذا تكون اذن؟!
على كل حال، الدائرة تضيق حول اسرائيل وحول ذرائع حلفائها، وهذا ليس بفضل الحكومات العربية الغائبة عن الاحداث وعن تحمل المسؤوليات، انما بفضل الوعي المتزايد بين شعوب العالم لحقيقة الكيان الصهيوني وجرائمه وانتهاكاته المستمرة للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف الاربع، وتحديه الدائم لمطالب العالم بانهاء احتلاله للاراضي الفلسطينية المستمر منذ 42 عاماً.
ديربان حلقة اخرى تلتف حول اعناق حكام اسرائيل العنصريين الفاشيست الذين يعتقدون انهم سينجحون طوال الوقت في فرض قانون الغاب على الفلسطينيين ، وكما يقول المثل (حبل الكذب قصير) وحبل الخداع والتضليل اقصر ، وفي نهاية المطاف سنصل مرحلة يصعب فيها على اصدقاء اسرائيل الدفاع عنها، لانهم سيكونون في النهاية امّا مع العنصرية والاحتلال وجرائم الحرب او مع الحق والحرية وحقوق الانسان.
العرب اليوم