القمة الاردنية - الامريكية
لقاء القمة بين الملك عبدالله الثاني والرئيس الامريكي اوباما في البيت الابيض انتظرته وسائل الاعلام والصحافة كما انتظرته دوائر سياسية عديدة في هذه المنطقة والعالم ، وهو ما سيجعله تحت الاضواء طوال الأيام المقبلة لمعرفة نتائجه وآثاره على عملية السلام في الشرق الاوسط.
جميع المعلومات المتوفرة تؤكد بانه لقاء تاريخي وان مجرد التركيز على اقوال اوباما التي اكدت على »حل الدولتين« ورحبت بالمبادرة العربية ووصفتها بانها بناءة هو مؤشر على اهمية النتائج الصادرة عن لقاء كان الغرض منه ان يقوم الملك عبدالله الثاني بعرض الموقف العربي من السلام على اوباما وتقديم المبادرة العربية اليه باسم قمة الدوحة العربية.
جميع المؤشرات ايضاً تؤكد بان اجواء الصدام السياسي (غير المعلنة) بين الادارة الامريكية وبين اسرائيل تقف وراء عدم التوسع بالتصريحات من قبل اوباما امام الصحافيين, فالمتابع للصحافة الاسرائيلية يدرك مدى تلبد هذه الاجواء حيث يشير بعضها الى ان نتنياهو لن يذهب الى واشنطن كما كان مقرراً في النصف الثاني من الشهر المقبل, وان المرشح للذهاب هو شيمون بيريز.
ومن الواضح ان مهمة نتنياهو او بيريز المقبلة في واشنطن ستكون صعبة بعد القمة الاردنية - الامريكية - لهذا استبقت عصابة التطرف الحاكمة في تل ابيب لقاء القمة الاردنية - الامريكية بعمليات تمويه وتضليل سياسية واعلامية واسعة لافشال هذه القمة والتأثير مسبقا على مواقف اوباما خلالها.
لقد القت حكومة نتنياهو عدة قنابل دخانية للتضليل, خلال الايام الماضية, مثل القول بان وزير الدفاع باراك في خلاف مع وزير الخارجية ليبرمان وبان نتنياهو يعد مشروع سلام اسرائيلياً يقابل مبادرة السلام العربية. ومثل تراجع رئيس الوزراء الصهيوني عن شرط اعتراف الفلسطينيين بان اسرائيل دولة يهودية قبل استئناف المفاوضات مع السلطة الوطنية.
ان اشارة اوباما الواضحة على (حل الدولتين) في هذا الوقت بالذات تمثل ردا على تصريحات نتنياهو - ليبرمان اللذين لا يخفيان معارضتهما لقيام دولة فلسطينية وللمبادرة العربية. كما يرفضان التعامل مع آليات العملية السلمية التي سبق وأن تبنتها الادارة الامريكية السابقة مثل خارطة الطريق ومؤتمر انابوليس. وهو ما كشفته نتائج الجولة الاخيرة للمبعوث الامريكي جون ميتشل.
على ان المهمة القومية للملك في واشنطن لا تمثل خاتمة المطاف وانما تفتح الباب على مصراعيه أمام الدول العربية لتحمل مسؤولياتها القومية تجاه القضية الفلسطينية ومسألة استرداد الاراضي المحتلة. وهو ما يستدعي عملاً عربياً سريعاً على مستوى وزراء الخارجية لوضع آليات للتحرك العربي ومتابعة النتائج المهمة للقاء الملك- اوباما وكذلك ملاحقة تطورات الموقف الامريكي وخاصة تطورات العلاقة الامريكية - الاسرائيلية.
ان الاجماع العربي في قمة الدوحة على اهمية ابقاء المبادرة العربية على الطاولة بمواجهة اسرائيل هو عمل صائب, لكن من الخطأ الاعتقاد بان ذلك كافٍ, ومن دون وجود (دعم عربي) (للمبادرة العربية) عبر آليات ومواقف حازمة ونشطة بمواجهة اسرائيل والمجتمع الدولي فان قادة التطرف الصهيوني يمتلكون الادوات والقوة والنفوذ للاستمرار بما هم عليه من احتلال واستيطان وتهويد.
العرب اليوم