اقطعوا الشارع معه

تم نشره الخميس 21st حزيران / يونيو 2012 11:19 صباحاً
اقطعوا الشارع معه
رمزي الغزوي

بعد أن صارت طرقاتنا تُقطع (عالرايحة والجاية)، لأسباب سياسية واقتصادية، وبمشاجرات عارمة. وصلتني رسالة من أطفال واحدة من مدننا المزدحمة، أعتذر عن ذكر اسمها، يتوعدون بإغلاق الشارع الرئيسي، للعب مباراة كرة قدم احتجاجية، على عدم وجود أية ساحة، أو ملاعب في مدينة سكانها ثلاثون ألف نسمة، أو يزيدون.

أتذكرنا حالنا، أولاداً في حارة جبلية، تحتاج جهداً عفريتياً حينما يكون مرمى الخصم في رأس الطلعة. وأتحسر على الكرات، التي مزقتها سكاكين من دخلت أحواشهم وكسرت ورودهم، وعرائش دواليهم. مما اضطرنا أن نلعب بكرات الجوارب، ومرطبانات الطحينية البلاستيكية. وما زالت تسكنني تلك الشناديف (الشتائم الكبيرة تحت الحزامية)، التي كان يقذفها جارنا الختيار، كلما ضربت الكرة بابهم الآيل للكركعة والصرير. ولن ننسى الماء المفلفل المدلوق على رؤوسنا من شرفات الجارات الغاضبات.

لهذا أتضامن مع أطفال تلك المدينة، وكل مدننا التي نسيت أن لها أطفالاً، يريدون اللعب، أتضامن معهم، وسأركن سيارتي بعيداً عن مرماهم، وأشجعهم بعلو صوتي وقلمي؛ عل صوتنا يصل للمسؤولين، فيلتفتون للطفولة، ويوفرون ملعباً أو ساحة لنشاطاتهم الصيفية.

وإذا كانت بيوتنا سترثي حالها، بعدما تفرغ أبناؤها لعطلتهم الطويلة، فأنا سأرثي لحالنا وأفكارنا أننا ما زلنا نسمي فترة الإنقطاع عن الدراسة، بأنها (عطلة)، أي تتعطل فيها حياة أطفالنا. وأستغرب أننا لا ننظر لهذه الفترة الزمنية المهمة، بأنه إمتداد طبيعي للمدرسة، والتعليم، والتثقيف، والترويح، والمتعة.

حدائقنا العامة قليلة، أو غير متوفرة، لأننا ركزنا على زراعة الحجر والشوارع، ونسينا أن نحسب حساب الطفولة واحتياجاتها، وفي حال وجود تلك الحدائق البائسة، سنلحظ الآباء وهم يجلسون بصرامة مفتعلة يراقبون أبناءهم بملل وتكشير، والأمهات المنكمشات يحسبن بالثوان موعد إغلاق الحديقة، كي يسترحن من هذا الهم، الذي يسمى لعبا.

يا ناس، دعوهم يلعبون، ويمرحون، ويتعلمون، دعوهم يعيشون وقتهم بصدق، فبهذا ننشئ جيلاً مكتمل النمو. وإذا كان من الجيد أن نوفر لأبنائنا وسائل اللعب، فإنه من الأجمل أن نشاركهم طفولتهم، ونعيشها معهم، وأن نلعب معهم أحياناً، ونشعرهم بأننا نقدر لهم هذه الأوقات التي يعيشونها، وبهذا نصنع سعادتهم، وسعادتنا. ( الدستور )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات