بنك طلابي عوضا عن الصندوق الجامعي

الدراسة الجامعية تشكل عبئا كبيرا على الاسرة الاردنية التي لا تملك سوى ان تقتطع نسبة كبيرة من دخلها السنوي على الابناء والبنات الذين من حقهم ان يواصلوا دراستهم في التعليم العالي، الا ان معاناتهم النفسية تصل الى حد لا يوصف احيانا وهم يرون ان الدخول المحدودة لا تكاد تفي بالاحتياجات اليومية، ومع ذلك لا بد وان يقتطعوا ما لا يستهان به منها على شكل رسوم واقساط للجامعات الرسمية والخاصة التي يدرسون فيها مع مصاريف اخرى لا بد منها تثقل كاهل اولياء الامور ! .
لهذا جاءت الصناديق الجامعية من اجل ان تفي ولو بالحدود الدنيا من بعض التكاليف الدراسية عن طريق شمول نسبة من الطلبة المعوزين بمنح تساعدهم على الاستمرار في مقاعدهم التي قبلوا فيها عن كل جدارة واستحقاق، مع تقديم قروض لفئات اخرى يثبت انها بحاجة اليها من دون فوائد على ان تقوم بتسديد ما عليها بعد التخرج والالتحاق بسوق العمل، وهذا ما يحقق معادلة متوازنة في التعليم العالي بين القادرين عليه ومن هم بحاجة الى العون لاجتياز ظروفهم الصعبة!
لكن ما تواجهه الصناديق الجامعية من صعوبات في تمويل المتقدمين اليها واعدادهم الغفيرة يستوجب احياء فكرة انشاء "بنك طلابي"، يعمل على توسيع قاعدة المحتاجين من الطلبة الجامعيين الذين يزيد عددهم على ربع مليون طالب وطالبة سنويا، حيث بلغ عدد من تقدموا بطلبات خلال العام الجامعي الحالي اكثر من خمسين الف طالب وطالبة في حين لا يمكن لاكثر من عشرين الفا منهم الاستفادة من المنح والقروض في مختلف الجامعات الرسمية، لان الدعم الحكومي في هذا المجال بلغ زهاء 22 مليون دينار من اصل 55 مليونا كانت مقترضة لدعمها لكنها تاهت في دهاليز الازمة المالية الحكومية ! .
اذا ما اخذنا في الاعتبار ايضا ان الكثيرين يعزفون عن تقديم طلبات لصندوق دعم الطالب الجامعي لانهم يعرفون انهم لن يحصلوا على شيء في نهاية المطاف رغم حاجتهم الماسة الى اية مبالغ على شكل منح او قروض تعين اسرهم التي تعيش ضائقة تدريس ابنائهاخاصة اذا ما تعددوا داخل كل بيت وهذا ما يحدث غالبا، فانه من الاهمية بمكان التوصل الى معادلة منصفة وقادرة على الايفاء بالمبالغ المطلوبة في هذا المجال، ومن هذا المنطلق تأتي ضرورة التدارس الجاد لتطبيق "البنك الطلابي" على ارض الواقع ليسد ثغرة تتوسع يوما بعد اخر بين تكاليف التعليم العالي المتزايدة ومدى القدرة على تحمل اعبائها ونفقاتها في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية بالغة الصعوبة ! .
يتردد ان وزارة التعليم العالي تجري مباحثات مع وفد من البنك الدولي هذه الايام تتعلق بامكانية دعم انشاء "البنك الطلابي" لمساعدة الطلبة الجامعيين الاردنيين بعد ان قدم دراسة لهذه الفكرة من مختلف جوانبها، وهذا ما قد يتيح الفرصة لتخصيص مبالغ سنوية له على شكل منح ومساعدات مستمرة بين سنة واخرى، مما قد يفتح بابا للتفاؤل امام من اصابتهم حالات يأس متكررة من عدم شمولهم باية منح او قروض جامعية من الصناديق القائمة حاليا والتي تعاني كثيرا من الضائقة المالية غير المتناسبة مع حجم المتقدمين بالاضافة الى عوامل اخرى ربما تحرم المستحقين لتذهب الاموال المخصصة الى غيرهم ! .
(العرب اليوم)