نقابة المعلمين هل تقوى على حمل المسؤولية...؟

لم يعد مقبولا ان تبقى نقابة المعلمين اسيرة البحث عن مكاتب ومقار لها وان تجلس في موقع النظارة حيال المشهد التعليمي والنقابي الذي ينبغي ان يندمج فيه المطلبي بالنضالي والسياسي بالمهني والفكري...
فالحياة ليست جزرا معزولة او كانتونا لا اتصال بينه ومجريات الاحداث...
والنقابة اليوم كيان مستقل لا ملحقا اضافيا لوزارة التربية، ولا يجوز لها أن تبقى شاهد زور محتفية بدور بروتوكولي يستخدمها المسؤولون لتجميل المشهد الاعلامي والاستعراضي بدلا من ان تساهم في اثراء الوطن...
لقد اطبقت أزمات كبيرة على العقول والمسلكيات، فسادت همجية العنف والتطويف القبلي والجهوي، واستنبت لنا بذور قلق استبد سلطانه، وطالت مداياته المجتمعات المحلية هزت البيئة التعليمية التي لم تعد ملاذنا عند السغب وموردنا عند الظمأ...
وفيما نتلمس العلاج والنقابة الوليدة أمام تحديات ليس اقلها مشكلات التعليم الاكاديمي والمهني والانفلات الاجتماعي والانهيار القيمي فلم لا تقود النقابة الاصلاح التربوي الذي يفضي الى تقويم اعوجاج المسيرة وحفظ هوية الامة ورابطا بين التعليم الثانوي والجامعي يوائم بين الاحتياجات التنموية وسوق العمل...
كيف لنا ان نحقق النمو الاقتصادي ان لم يكن لنا كادرات بشرية مؤهلة قادرة على تحقيق تنافسية ملائمة مع متطلبات الاشتراطات المحلية والخارجية...
لما لا تكون التربية والتعليم والنقابة في صدارة المشهد اداتنا لاعداد طالب يؤمن بالحوار وبروح الفريق وسيلة حضارية لتحقيق الرؤى والتطلعات على طريق بناء مجتمع ديموقراطي يؤمن بالتعددية وبوجهة نظر اخرى وبعيدا عن الوصاية او احتكار الحقيقة...
كيف لنا ان نحول مجتمعنا الطلابي الزاخر الى ادوات تغيير ايجابي عن طريق الانتخاب لا سواطير تدمير وفزاعات خراب ومن اين نأتي بقواعد حزبية وطنية متجذرة بالارض وبالهوية ان لم تهيء المناخات لهؤلاء الابناء كي يكونوا زيت التطوير ووقوده...
وكيف نبني المواقف ونحدد الاهداف بناءًعلى التوجهات الفكرية والبرامج الاقتصادية والسياسية والوطنية لا استنادا على دعوات جاهلية تعيدنا الى ما قبل الدولة...
ان النقابة مدعوة لرسم خارطة الاجيال والسؤال الاهم امامها كيف نصنع مجتمعا لا يهتم بالشكل وانما المضمون وان الوطنية الحقة ليست في اقصاء الاخرين وتهميشهم وانما في تفعيل طاقات الجميع بما يخدم مصالح الجماعة وان انتصار الاعداء علينا لم يكن من قلة ولكننا كثير كغثاء السيل...
ان النقابة على مفترق طرق صعب وفي ظل ظروف استثنائية وهي ثمرة طيبة لحراك مستطاب في ربيع مزهر لم يبقي شيئا على حاله فلتكن النقابة عنوانا راقيا لمسيرة مظفرة على طريق بناء الدولة الديموقراطية المدنية..
(العرب اليوم)