تحيـــة لـ"الإسبـــان"..وشكـــراً لـ"الطليان"..

بلغة الأرقام وكذلك الكلام استحق الإسبان دخول تاريخ الكرة الأوروبية وكذلك العالمية من الباب الواسع، بعدما أصبح المنتخب الإسباني أول منتخب يتوج باللقب الأوروبي مرتين متتاليتين وأول منتخب يفوز بثلاثة ألقاب متتالية في البطولات الكبرى، بدأها بإحرازه لقب يورو 2008 في النمسا وسويسرا، ثم لقب كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، وأخيراً لقب يورو 2012 التي عشنا تفاصيلها على امتداد (20) يوماً في كل من بولندا وأوكرانيا وبمشاركة أقوى وأبرز المنتخبات الأوروبية، بل والعالمية.
المنتخب الإسباني برهن بفوزه في النهائي المثالي على نظيره الإيطالي بأربعة أهداف دون رد، على أنّه الأقوى على الساحة الأوروبية والعالمية في الوقت الراهن، وبرهن لمئات الملايين أنّه بطل استحق التتويج، ويستحق التكريم ويستحق هذا الكم الهائل من التشجيع الذي تلقّاه من كل الإسبان، ومن كل مكان على سطح الكرة الأرضية.
قدّم الإسبان أمام الطليان درساً كروياً للعالم بأسره عنوانه أنّ الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وأنّ الدفاع يمكن أن يكون كذلك أفضل وسيلة للهجوم وأقصر الطرق إلى الفوز.
الروح العالية التي تمتع بها نجوم الماثادور الإسباني، وحنكة مدربهم الوطني العالمي دل بوسكي وواقعية الإسبان في التعامل مع كل التفاصيل أراها عناوين بارزة في كلمة السر التي مكّنت الإسبان من أن يضعوا بلادهم في القمة العالمية كروياً، رغم الأزمة الاقتصادية التي تكاد تعصف بالدولة الإسبانية.
المنتخب الإيطالي يستحق منّا هو الآخر التهنئة والتحية، لقب وصيف بطل كأس الأمم الأوروبية نراه خطوة في الاتجاه الصحيح نحو عودة الكرة الإيطالية إلى موقعها الطبيعي عالمياً متجاوزة أزمة الفضائح الكروية التي عصفت مؤخراً بسمعتها المحلية.
المنتخب الإيطالي وكعادته في كل مرة جاء من بعيد، تجاوز الدور الأول بفوز على إيرلندا وتعادلين مع إسبانيا وكرواتيا، لينتفض في ربع ونصف نهائي ويقصي الإنجليز والألمان.
الخسارة أمام الإسبان برباعية نظيفة كانت مرشحة للزيادة، أراها استثنائية لا تعكس الوجه الحقيقي للمنتخب الإيطالي وللكرة الإيطالية، ولا أراها تقلل من قيمة وحجم الإنجاز الذي على كل الطليان وأنصارهم أن يفخروا به.
مع ختام يورو 2012 بحلوه ومره، دروسه وعبره، فنونه وتقاليده، أرجو من كل الأردنيين الذين احتفلوا على طريقتهم الخاصة وتفاعلوا مع كل مباريات يورو 2012 من أولئك الذين رفعوا أمس أعلام إسبانيا وإيطاليا وارتدوا قمصان المنتخبين الأوروبيين، أرجو من هؤلاء وغيرهم أن تكون غيرتهم على كرتنا الأردنية وفرقنا الوطنية، أنديةً ومنتخبات مثل غيرتهم التي عشنا تفاصيلها في شوارع وساحات وفنادق ومطاعم ومنازل عمان وكل مكان في محافظات وقرى المملكة.
التفاعل الأردني والعربي مع مثل هذه الأحداث الرياضية الكبرى ظاهرة حضارية، ولكن ليس على حساب كرتنا الأردنية ورياضتنا العربية.( السبيل )