قلب الأنثى

تعترف دراسة أمريكية حديثة أن الصمود في الحلقات التنافسية يثبت أن المرأة أكثر دهاء من الرجل، إذ بينما يعتمد الرجل على قدراته العقلية والذهنية ، تعتمد المرأة على عقد تحالفات مع طرف ثالث للتعاون على استبعاد الخطر المشترك.
وهذا أسلوب أثبت نجاعته أكثر من الأساليب الفردية التي يعتمدها الرجل. أجرت الدراسة الدكتورة في علم النفس جويس بينينسيون من جامعة هارفرد، حيث درست تصرفات الرجال والنساء أثناء التنافس.
وفي دراسة سابقة قال باحثون بريطانيون إن المرأة أطول عمرا من الرجل لأن قلبها يظل أقوى من قلبه حتى لو كانت في السبعين من عمرها، فيما يفقد الرجل حوالي 25% من قوة قلبه خلال تلك الفترة.
بينما ينهمك العلماء في البحث عن مبررات علمية لاكتشافهم هذا، أميل الى القول بأن قلب المرأة أكثر قوة لأن وقوده المحبة والأمومة وليس القتل والذبح والسلخ.
الرجل لا يفقد 25% من قوة قلبه فقط، بل يفقد قلبه وضميره ويستبدلهما بجهاز ضخ دم نسميه مجازا قلب.. وما هو إلا آلة لـ (قلب) الحقائق وشقلبة التاريخ.
هذه مكافأة طبيعة لأنقياء القلوب.. القلب القوي الذي يتقوى بالمحبة وعشق الحياة وصنعها والعناية بها، فيما ينهمك الرجل في تدمير وقتل ما تنبته ارحام النساء وما تربيه أيديهن وتسهر عليه أعينهن الرائعة.
من الطبيعي بل من المفروض أن الحقد يحرق والحب ينشط، الحقد آخره الرماد والحب آخره الحياة.
وقد نصح العلماء الرجل في ممارسة الرياضة حتى يخفف من نسبة فقدانه من قوة القلب. لكنهم لم ينصحوه (لأنهم ذكور مثله) بأن يكون أكثر إنسانية وأن لا يسطو على حقوق الأنثى ولا يسعى إلى قتل ذاته وأبنائه لمجرد اثبات (الرجولة) لكأن الرجولة لا تكتمل إلا بالموت..!!
لا تتوهموا على خشونته، ولا على قدرته الفائقة على قتل أخيه أو أخته، ولا على شواربه المسنونة ولا (صعنونه) المتجعد، فإن قلبه أضعف من قلب الأنثى.
الرجل يحمل السلاح، والمرأة لا تحمل غير سلاح قلبها القوي.. الذي هو سلاحها الأوحد، فيما يحتاج الرجل ضعيف القلب إلى السلاح لأنه يعرف انه يغتصب حقوق الآخرين وهو يعجز عن مواجهتهم إلا بالأسلحة الغادرة، وهو غير آمن ولا مطمئن وفي قلق دائم حتى وهو نائم على قنبلة ذرية يمتلك صاعقها!
القلب القوي الشجاع لا يحتاج سوى إلى نور المحبة سلاحا ومشعلا يضيء الطريق، هذا هو قلب الأنثى، وهذه هي قوته!! ( الدستور )