مواصفات (النجم السياسي) في الأردن
المدينة نيوز- لا ينكر من تبوأ امانة المسؤولية في الاردن، انه لسنوات مضت كانت الطريق الى النجومية السياسية في البلاد، معارضة الحكومة على الفاضي والمليان ، والتطاول على ثوابت الدولة، بحثا عن الاعتقال، ومن ثم تشكيل قاعدة جماهيرية، بهدف تنفيذ الاجندات الاقليمية المعادية.
ولأن الاحكام العرفية ظلت السائدة، قبل عودة الحياة الديمقراطية عام 1989، استغل المأمورون من الخارج عاطفة الراي العام الاردني تجاه تدمير اسرائيل وتحرير فلسطين، وحاولوا من هذا الباب جر الاردنيين الى منعطفات الانقلاب السياسي والاجتماعي على النظام، الا انهم فشلوا والاسباب كثيرة.
ولما كان المس بالثوابت الاردنية في تلك الفترة خطا احمر، تماما مثلما هو اليوم، كان الاداء الامني هو الطاغي على احباط كل محاولات استهداف امن البلاد ونظامها.
فالحروب والازمات الداخلية التي عاشها الاردن في ستينيات واوائل سبعينيات القرن الماضي تحديدا، كان لها تداعياتها الخطيرة على نسيج الوحدة الوطنية. ولو كان الاردن في حسبة من سرقتهم الشعاراتية من العامة، لما طغى الاداء الامني على الحوار السياسي في التصدي لكل تلك التحديات والمؤامرات.
بعد قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية عام 1987، وضع الاردن كل النقاط على حروفها. وبقرار عودة الحياة الديمقراطية بعدها بعامين، كان المغفور له الملك الحسين رحمه الله، يضع لبنات الاردن اولا، بميثاق وطني، اتفقت فيه كافة الاطياف السياسية على ثوابت الدولة الاردنية.
في عهد الملك عبدالله الثاني، انقلبت فلسفة النجومية رأساً على عقب. والسبب ان جلالته رسخ عمليا ان الاردني اغلى ما نملك . ولا ادل على ذلك ان من قتل مواطنا اردنيا في العراق، قبض عليه وحكم بالاعدام امام محكمة امن الدولة الاردنية.
ولان الاردني لمس عمليا انه لم يعد حيطه واطي ، فليس غريبا ان يصبح للحكومات شعبية، ما دامت تسير على النهج والبرنامج الذي رسمه لها صاحب الجلالة من اجل كرامة ولقمة عيش المواطن.
الاردن اولا لم يعد يافطة اعلانية تزدان بها شوارع المملكة، فهي غدت منهج فكر وعمل عند غالبية المواطنيين. ولذلك من الطبيعي ان يصبح اصحاب الصوت العالي خارج حسبة الاردنيين تماما مثلما كان الاردن يوما خارج حسبة كثيرين.
و نجوم الاردن اولا، هم هؤلاء الذين يقبضون على السنارة لاصطياد السمك، وليس الذين يأكلون ثم ينكرون .