البابا عندنا !

تم نشره السبت 09 أيّار / مايو 2009 03:53 مساءً
البابا عندنا !
طارق مصاروة

 

لم يعد من الضروري أن نفسر أكثر استقبال الأردن لقداسة بابا روما، أو زيارته الحبرية. فالسؤال الذي يجب أن نطرحه: لم لا؟؟. طالما أن دولة الفاتيكان لا تملك جيشاً، ونحن ''مكسر العصا'' لكل هوام الحروب في هذا العالم، ومقر العدوان والاحتلال لكل من يخيل له عقله المريض انه مرسل منه سبحانه لمحاربة الارهاب والديكتاتورية، وكل من ليس معه!!.

 

كنا اول بلد يخرج بابا روما ليزوره منذ سنين. فالفاتيكان لم يكن يعترف ويتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الأردن وإسرائيل، لأنه لم يكن يريد تقسيم القدس او يدخل صراع الإرادات. وانتظر حتى توقيع اتفاقية السلام عام 1994!!. والبابا الآن معني بالسلام في الأرض المقدسة. ولذلك هو معني بالفلسطينيين.. فهم وحدهم ضحية الحروب والاحتلال والعدوان. وإذا كان الجواب على سؤال: كم يملك الفاتيكان من الدبابات؟!. هو جواب معروف، فإنّ علينا أن نعود إلى القوة الأخلاقية التي اطاحت بأوضاع شرقي أوروبا بداية من بولندا، وإلى انهيار منظومة الدول الاشتراكية.. ليعرف حجم القوة التي يملكها الفاتيكان.. بلا دبابات ومدافع وطائرات.

 

لقد بادر الملك الشهيد المؤسس عام 1948 بعد ثلاثة ايام من دخول الجيش العربي الى القدس لحماية اهلها من العدوان الصهيوني.. بادر الى بعث رسالة منه الى البابا بيوس الثاني عشر، يبلغه فيها ان جيشنا سيحافظ على الاماكن الدينية المسيحية في القدس، وهكذا كان.

 

وبادر الحسين العظيم الى تحويل رحلة الحج للبابا بولس السادس عام 1964 الى مناسبة تاريخية قدم فيها حفيد العترة النبوية شعبه الواحد في عمان كما في القدس الى العالم المسيحي، وذكر الجميع بالعهدة العمرية التي عقدها والبطريرك العربي صفرونيوس ''كبير النصارى'' فنحن المعنيون بتاريخ هذه الامة وبأزهى عصور هذا التاريخ.

 

وبادر عبدالله الثاني الى دعوة البابا يوحنا بولص الثاني ليطوب مكان عماد المسيح عيسى في المغطس على شرقي النهر، واماكن حج اخرى، فعلى ضفة الاردن الشرقية تتجذر حياة روحية غنية بكنائس روسية وكاثوليكية وارثوذكسية وكلدانية، كما تتجذر الحياة الروحية في مقامات الصحابة والشهداء من ابي عبيدة عامر بن الجراح إلى مثوى عشرات الصحابة الذين قضوا في طاعون عمواس في رهج الفتح إلى شهداء مؤتة. فهذا بلد يعطي ابناءه وجيرانه السلام والحب والاستقرار والازدهار من غنى الروح، وقيم الدين، وعظمة التاريخ الحقيقي للأمم والشعوب!!.

 

البابا عندنا استقبلناه أمس في حضور جلالة قائد الوطن.. وسيكون الأردنيون كلهم في استقباله خلال الأيام الثلاثة القادمة!!.. فيا مرحبا!.

الرأي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات