هل حققت زيارة نتنياهو الى عمان مكاسب سياسية؟

اليمين المتشدد زوّر وقائع اللقاء وحاول تسويق روايته عن الخطر الايراني.
بعد اجتماعه مع الملك عبدالله الثاني في عمان صرح بنيامين نتنياهو للتلفزيون الاسرائيلي "ان القلق من طموحات ايران النووية يتيح فرصة لتعاون غير مسبوق بين اسرائيل والدول الاسلامية« وزاد بالقول: »لاول مرة يحدث اتفاق واسع بين الحكومات والانظمة في العالم العربي واسرائيل حول الخطر الايراني الذي يهدد الجميع".
لجأ نتنياهو الى هذا التكتيك لتقويض الرواية الاردنية عن الاجتماع. فالبيان الرسمي الصادر عن الديوان الملكي يشير بوضوح ان مباحثات الملك مع نتنياهو لم تتناول موضوعاً آخر غير القضية الفلسطينية وبان هناك خلافا واضحا في مواقف الطرفين.
يحاول نتنياهو عبر تصريحه عن الخطر الايراني ان يوهم الرأي العام في المنطقة والادارة الامريكية بان الأولوية المشتركة للعرب واسرائيل هي مواجهة الخطر الايراني وليس حل القضية الفلسطينية. ويسعى لتوظيف هذه الذريعة في مباحثاته المقبلة مع الرئيس الامريكي للتهرب من الالتزام بحل الدولتين الذي ينادي به اوباما علنا.
زيارة نتنياهو لعمان لم تحقق أي مكاسب سياسية فهو لم يكتف برفض حل الدولتين كما قالت الصحف الاسرائيلية انما حاول توظيف الزيارة الخاطفة لتلبيس الاردن موقفا معاديا لايران خدمة لمصلحة اسرائيل. واستفاد نتنياهو الى حد كبير من تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشرق الاوسط جيفري فيلتمان التي تزامنت مع الزيارة وقال فيها ان العديد من الزعماء في المنطقة قلقون من طموحات ايران النووية. وان ذلك يشكل نقطة اساسية في مباحثاته معهم.
وفي شأن عملية السلام تمسك نتنياهو بخطته للتمكين الاقتصادي ورفض التنازل عنها.
على المستوى الرسمي الاردني لم يكن هناك أي مسؤول يتوقع نتائج ايجابية من لقاء نتنياهو والتبرير الوحيد الذي قدم للزيارة هو قطع الطريق على نتنياهو عند لقائه اوباما بان العرب الموقعين على معاهدة سلام يقاطعونه فكيف يستقيم كلامهم عن السلام.
في مقابل ذلك يقول المعارضون للزيارة انها منحت نتنياهو ورقة قوة قبل لقاء اوباما واظهرت ان زعيم اليمين المتشدد والمعادي للسلام يستقبل في العواصم العربية.
ويخرج للعالم بتصريحات تفيد بان هناك اتفاقا عربيا اسرائيليا على مواجهة الخطر الايراني.
لا احد يتمنى لنتنياهو النجاح في واشنطن لان ذلك يشكل »مصيبة« للجميع على حد تعبير مسؤول رفيع المستوى. فالرهان الرسمي العربي ما زال قائماً على موقف ادارة اوباما في اخضاع نتنياهو لشروط حل الدولتين، وبخلاف ذلك فان المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الصراع الذي لا يمكن ان ينتهي بغير نيل العرب حقوقهم كاملة.
العرب اليوم