وزراء ميدان .. أم وزراء ياقات بيضاء ؟!

في الثامن من شهر آذار الماضي ترأس الملك جلسة لمجلس الوزراء وجه فيها الحكومة الى ان الخدمة العامة هدفها الاساسي هو خدمة الوطن والمواطن .. ولم يفت الملك حينها التنبيه على الوزراء بضرورة التحاور مع المواطنين وبناء جسور التواصل معهم بالنزول الى الميدان لشرح استراتيجياتهم وخططهم الرامية الى تحسين حياة المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم .
ويومها لفت الملك نظر الوزراء الى ذكاء الاردني وتعاونه وتفهمه لما يحيط به وبالعالم من ظروف صعبة واستعداده للتحمل اذا شعر ان هناك شفافية وجدية في العمل عند الحكومة .
اكثر من ذلك كلف الملك الوزراء بممارسة العمل الميداني وقال انه يريد رؤيتهم في الميدان .. "تسمعون منهم مشاكلهم ويسمعون منكم استراتيجياتكم ".
ولكن ماذا جرى .. الوزراء لم ينزلوا الى الميدان ولم يُشيدوا جسوراً للتواصل .. بل غلّقوا الأبواب عليهم وزاد هندامهم وتحولوا الى ذوات لا يراهم المواطنون الا صوراً متحرّكة على شاشات التلفزة باسمة تارة ومجاملة تارات اخرى.
والله انها لجرأة ما بعدها جرأة .. جرأة ترقى الى حد الاهمال (واللامبالاة .. ) فأين انت ايها الرئيس .. ان العمل المكتبي لن يحقق كل الاهداف المرجوة .. ادفع بوزرائك .. وزراء الخدمات على الاقل الى الميدان ولن تشفع لك تظاهرة (الاقليم) في مادبا لان مراميها ذهبت ادراج الرياح .
وانتم ايها السادة الوزراء .. ارتدوا قمصاناً بلا ياقات بيضاء وبلا ربطات مخططة حمراء فرائحة العرق الذي سيسيل فوق جباهكم في الميدان ازكى من عبير العطور التي تنثرونها على قاماتكم كل صباح .. وثقة المواطنين ومحبتهم التي ستكسبونها بالتواصل .. اغلى مما تحققوه وانتم وراء مكاتبكم.
بعضكم فعلها - وقام بجولات محدودة - لكن معظمكم ما زلنا بانتظاره وتفانيه واخلاصة وعطائه بقدر ما اعطاه الوطن من جاه .. ومال وسلطات فاعطوا الاردن ما يستحق من واجبات .
والله من وراء القصد