"أوباما" .. وصَلف " نتنياهو"!!

تم نشره الإثنين 18 أيّار / مايو 2009 03:23 مساءً
"أوباما" .. وصَلف " نتنياهو"!!
يوسف الكويليت

في حسابات ما يجري في مواجهة الرئيس الأمريكي "أوباما" ورئيس وزراء إسرائيل "نتنياهو" أن المواقف القديمة بتدليل إسرائيل، لا توفرها أجواء الحاضر، وإن جاءت التصريحات قبل اللقاء أن المبالغة بالمواجهة الصعبة ليست واردة، إلا أن أمريكا التي اعتادت مقايضة الحقوق العربية، والقضايا الإسلامية لمصلحة إسرائيل، أخذت منحى آخر، لن يعطل دعماً لها في مسائل ضرورية، لكن لن يقدمها بفرضيات أنها فوق مصالح الدولة العظمى، والتي بدأت تستشعر أنه بدون سلام في المنطقة العربية، لن تكون هناك ضمانات لعدم تكرار العنف والحروب..


ومثلما سبق أن قام الرئيس "أيزنهاور" بإيقاف حرب ١٩٥٦ على مصر، جاء بوش الأب ليوقف العشرة مليارات دولار كضمانات لدعم اقتصاد إسرائيل، وهما حالتان كشفتا عن أن إسرائيل تابع في ظروف تختار أمريكا الضغط عليها من أجل تمرير مصالحها، وهذا الأمر لا يدفعنا بالادعاء بانقلاب البوصلة وتحوّل اتجاهها من إسرائيل إلى دعم عربي مفتوح، لكن هناك مبررات تستدعي فتح المنافذ على أخطر قضية قادت إلى الحروب وسباق التسلح، ثم أفرزت خططاً تعتمدها منظمات سرية لتقود التطرف بطرح معادلة الإسلام في مواجهة الصهيونية وأمريكا الداعمة لها..

أوباما يدرك الأضرار التي كلفت أمريكا كثيراً، بدءاً من مغامرة حرب فيتنام، ثم العراق وأفغانستان، وتصوير الحلفاء الغربيين بالدول القديمة التي ليست لديها إرادة التغيير في العالم ، ثم السقوط في مأزق الأزمة المالية التي جاءت نتائجها على الاقتصاد الأمريكي مدمرة، وهو خلل في مؤسساتها التي لم تراع المسافة بين الحرية غير المنضبطة مع الاحتياجات الأساسية وإدارتها بحس المسؤولية الأدبية.

المشروع العربي للسلام قُدّم ليكون القرار الذي ينبني عليه أي تحرك باتجاه إنهاء الصراع وتعميمه، وليصبح عربياً وإسلامياً مما سيعطيه الزخم الأكبر، لأن القاعدة ستتسع والخيارات ستضيق ، ومن خلال تصور المستقبل ستبقى أمريكا هي المحرك الأساسي لأي خطوة في الاتجاه المنطقي، ومن هذا السبب نعتقد أن اتجاه الرئيس الأمريكي بإعادة صياغة سياسة بلده ينطلق من القضايا الأهم، لأن الاختبار الذي سيجعل وعود الرئيس أوباما ناجزة، يبدأ من خطوة السلام في المنطقة قبل غيرها..

قطعاً نتنياهو لن يكون الشخصية السهلة للإذعان، وهو بطبيعته يريد لقراراته أن تكون فوقية حتى على الإرادة الأمريكية، تدعمه في ذلك قوى داخلية ظلت تمنح إسرائيل ما يكسر القوانين الأمريكية والدولية، وهذا خلل باعد بين الدولة العظمى والقراءة الدقيقة لحالات التبدل التي تسود العالم..

فالمنطقة تعوم في بحر من المخاطر ، وفي حالة تمدد لمفاجآت قد لا تخدم التوجه الأمريكي، ومنها منظور ما سيحدث لو أقدمت إسرائيل على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وحتى الخلافات الفلسطينية والشتات العربي لن يبقيا ساكنين أمام متغيرات تؤثر فيهما كل يوم، ومنها خيار السلام، أو الخروج عن كل النصوص بدفع المنظمات الإرهابية لأن تكون خط النار في الصراع والبديل الدائم، وعلى هذا لا ندري ما ستؤول إليه المواجهة الإسرائيلية - الأمريكية، لكنها لن تكون سهلة أو عائمة في مجرى السراب..

العربية . نت



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات