نتنياهو والهروب الى ايران ..!؟

تم نشره الإثنين 18 أيّار / مايو 2009 03:55 مساءً
نتنياهو والهروب الى ايران ..!؟
رجا طلب

لا يعرف بالضبط كيف ستسير الامور بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ونتنياهو في لقائهما الاول اليوم الاثنين في البيت الابيض ، لكن المؤشرات الاولية تقول ان اوباما اوصل عددا من الرسائل المهمة لنتنياهو بشان الاولويات الاميركية بالشرق الاوسط وطبيعة الاهداف التى تريد الادارة الديمقراطية تحقيقها ، فالمقال الافتتاحي لصحيفة نيويورك تايمز الذي حذر نتنياهو من مغبة عمل عسكري ضد ايران دون علم الادارة الاميركية ، والرسالة التى نقلها الجنرال جيمس جونز مستشار الامن القومي للمقربين من نتنياهو بشأن الخطر الذي قد تسببه ضربة اسرائيلية لايران على القوات الاميركية في العراق ان تمت بدون تنسيق بين الجانبين ، هاتان الرسالتان لربما تكونان قد لعبتا دورا ما في لجم الاستعراض السياسي الحاد في شخصية نتنياهو الذي يطمح لاستغلال لقائه مع اوباما في البيت الابيض ليعيد تسويق نفسه كرئيس وزراء اسرائيلي مستقل عن او ند للولايات المتحدة وليس تابعا لها كما حاول فعل ذلك مع الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون وكانت النتيجة علاقة سيئة بين الرجلين على الصعيد الشخصي وكذلك السياسي .

يذهب نتنياهو الى البيت الابيض وهو محاصر سياسيا بصورة شبه كاملة فهو من جهة يدرك ان جلالة الملك عبد الله الثاني اسس مع الرئيس اوباما صيغة الحل القائم على مبدأ الدولتين ، وعلى أرضية المبادرة العربية التي تشكل صيغة شاملة للسلام بين العرب واسرائيل وجوهرها سلام كامل مقابل انسحاب كامل ، وبفهم عميق لخطورة الوقت المفتوح وما اسماه جلالة الملك الفرص الضائعة ، وفي زيارته لعمان وجد نتنياهو كم ان موقف جلالة الملك حدي من مسألة اضاعة الوقت ومحاولة شرائه بالمماطلة او التسويف ، وكانت مطالبة جلالته لنتنياهو باعلان الموافقة على حل الدولتين الشكل الجميل للكلام العميق والخطير الذي سمعه نتنياهو من جلالة الملك ، وبالتالي فان رئيس الوزراء الاسرائيلي سيذهب الى واشنطن وهو يدرك تماما ما الذي سيسمعه من اوباما ، وهنا سيكون امامه خيار من اثنين اما ان يلتزم الصمت بمعنى ان يحاول تقبل ما يقوله اوباما بدون اعادته او التاكيد عليه لكي لا تحسب التاكيدات بمثابة تعهد او التزام ، او انه سيجاهر بالتباين وهنا ستكون العلاقة بين الادارتين والشخصين قد دخلت مرحلة الصدام السياسي العلني ، وفي كل الاحوال قد يجد مستشارو نتنياهو الاعلاميون الطريقة المثلى للتهرب من اتخاذ مواقف لا يريدها او كلمات قد لا تعنى شيئا مهما ولا تشكل التزاما ، غير ان ذلك لن ينهى القضية الجوهرية وهي ان نتنياهو في نهاية المطاف لن يغير جلده ولن ينقلب على ذاته بمجرد لقائه مع اوباما .

يراهن نتنياهو على يمينية المجتمع الاسرائيلي اكثر من رهانه على علاقة متميزة ودافئة مع ادارة اوباما ، ويعتقد ان ضغوط الادارة الاميركية تصبح لا شيء عندما يصار الى اشعار المجتمع الاسرائيلي بوجود خطر خارجي محدق كايران او حزب الله او حماس ، ويؤمن ان مثل هذا الخطر لا يوحد الاسرائليين فحسب بل سيشكل نوعا من الضغط على الادارة الاميركية لتغيير اولوياتها في الشرق الاوسط ، ولهذا فهو أي نتنياهو يريد ان يجعل من ايران اولا لكي يغير اولويات اوباما ولكي يهرب من استحقاقات السلام مع الفلسطينيين والعرب ، ليس لانه يرى ان ضرب ايران اسهل من السلام مع العرب من الناحية الفنية فحسب بل لانه ايدولوجيا يعتقد ان ضرب ايران سيضعف عملية السلام القائمة حاليا والتي لا يؤمن بها اطلاقا وسيعطى الفرص الكاملة لولادة افكاره الخاصة بالحل مع الفلسطينيين وهي الحكم الذاتي والسلام الاقتصادي .

... ان نظرية نتنياهو المتمثلة بايران اولا هي من الناحية العملية الصيغة الفنية لوأد عملية السلام واعادة نشر العنف بالمنطقة وهو شيء يرغبه ليبرر فيه عنفه ، و كما انها التكتيك الذي يرى فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي القدرة على اضعاف سوريا واجبارها على القبول بما لا تقبله حاليا ، والاستفراد بالفلسطينيين على ارضية الحكم الذاتي والسلام الاقتصادي.

الرأي



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات