هنادي طالبة الحقوق السورية تحولت من تمريض الجرحى الى قناصة مقاتلة

المدينة نيوز - نشرت صحيفة "لوس انجليس تايمز" الاميركية مقالا تناول حكاية الفتاة السورية طالبة الحقوق هنادي البالغة من العمر 19 عاما التي تتوق الان لان تمارس العمل العسكري على خطوط الجبهة الامامية. اما وسيلتها الى ذلك فكان الزواج من قائد احدى المجموعات التي تقاتل ضد بشار الاسد. وفيما يلي نصه:
انطلقت اصوات رصاصات بندقية اطلقها قناص وتردد صداها وهي تنفجر بينما تسللت هنادي من الشقة الى الشارع المظلم.
وبعد ثوان، سقطت قذيفة على مقربة منها وصدرت منها همهمات أنين وهي تشعر بالقلق من احتمال قيام القوات السورية النظامية بمهاجمة الحي في تلك الليلة قبل ان تسترد آلة التصوير الخاصة بها من الرجل الذي يقوم بتصليحها ما جعلها غير قادرة على تسجيل مجريات الاحداث.
سارت في الطريق وهي تتلفت يمنة ويسرة عبر الابواب المفتوحة والقلق يساورها بحثا عن زوجها. وعند الزاوية كان هناك عدد قليل من شبان الجيش السوري الحر عند نقطة تفتيش، قال احدهم "ابو المجيد في الداخل" ويعني زوجها، مشيرا الى الاتجاه الذي جاءت منه.
ردت قائلة: "ما الذي اريده من ابو المجيد". لكنهم حذروها من قناص حكومي أمامها، الا انها واصلت السير عبر تقاطع الطرق.
لم تنضم الى الاحتجاجات المناوئة للحكومة في بدايتها في درعا في اذار (مارس) 2011، وكانت آنئذ طالبة في الثانوية العامة، بل كانت لا ترى أي مسؤولية للرئيس بشار الاسد على ما يجري. الا ان قناعتها اختلفت عندما وصف الاسد المعارضة بانها مجموعة "جراثيم".
وقالت: "منذ ذلك الوقت انضممت الى المعارضة. لقد خرجت المعارضة تطالب بالحرية، وخرجت انا ايضا مطالبة بالحرية".
في العام الدراسي التالي، وكانت هنادي، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها الكامل، في السنة الاولى حقوق في جامعة دمشق، تغيب عن الدراسة للمشاركة في التظاهرات.
ومع انتشار الانتفاضة المسلحة في معظم انحاء سوريا، قررت الانتقال الى دمشق في اواخر تموز (يوليو)، واستبدلت مسارها بان تطوعت للعمل ممرضة في احد مستشفيات الميدان التابعة للمعارضة. لكنها ما لبثت ان تركت الابرة وحملت الكاميرا لتنضم الى ميلشيا الثوار وتسجل الاشتباكات التي تجري في نقاط التفتيش الحكومية والمواقع الاخرى.
اما الان ومع تنامي العنف وسفك الدماء وقد بلغت هنادي التاسعة عشرة من العمر فانها غيرت من مسارها مرة اخرى، بحيث حملت بندقية كلاشينكوف بدلا من الكاميرا.
وقبل اسابيع اشتبك الثوار مع قوات الامن الحكومية في مواقع مختلفة جنوب دمشق. وعندما بادرت القوات الحكومية بقصف تلك الضواحي من الجو، انتقل المقاتلون من منطقة الى اخرى وبالتالي انسحبوا الى الضواحي بعد نقص ما لديهم من الذخيرة.
وكانت ميلشيا الثوار التي انضمت اليها هنادي احدى اخر المجموعات المغادرة، وانتقلت من حي العسالي الى الضواحي بخلاف ما كانت ترغب به.
وبعد ايام قلائل قالت ان "اسوأ شيء بالنسبة لي هو الانسحاب التكتيكي. واقسم انني سأكون أول من يشارك في المرة القادمة من الهجوم واخر من يغادر المكان مع نفاد آخر رصاصة". وقالت انها جاءت الى هنا لتقف في الخطوط الامامية. فقد كانت بندقية كلاشينكوف مهرالزواج.
وقالت هنادي ان الزواج كان زواج مصلحة. ففي آب (اغسطس) تزوجت من قائد الميليشيا التي انضمت اليها، وهي كتيبة "ذو النورين" التي تضم 30 شخصا ومقرها ضاحية التضامن. وقالت ان "الهدف من الزواج كان منع الناس من التساؤل ما الذي تفعله في وسط كل هؤلاء الرجال؟".(القدس)