يمن الوحدة هو الحل..!

لم نسمع من العروبيين القوميين والوحدويين كلمة عن وحدة اليمن المهددة في الشمال بالحوثيين المتشعبين الزيديين، وفي الجنوب ببقايا الانفصاليين الذين صنعوا عام 1994 حرباً على الوحدة احرقت الأخضر واليابس!!.
ويبدو ان حالة التشظي التي تعانيها العراق وفلسطين والسودان والمغرب احبطت النفس الوحدوي القومي العربي، وشلّت قواه وكُتّابه ومفكريه.. فاليمن تكاد تكون النموذج الأوحد للوحدة العربية القائمة الآن، .. وفكها الى جنوب وشمال، واعادتها الى ما كانت عليه من صراعات ايديولوجية بين الاشتراكيين والأكثر اشتراكية في الجنوب، والى صراعات قبلية، ومذهبية بين الشوافع والزيديين.. هو مغامرة مريعة لا نعرف من يستفيد منها من القوى الداخلية أو القوى الخارجية التي تحرض على الانفصال.
إنّ اليمن الآن هي دولة كبيرة، لها ثروات نفطية واعدة، ومساحات زراعية عظيمة، مطلة على البحر الأحمر والبحر العربي، ولها جاليات قوية في السعودية وفي الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الخليج.. ولها تفريخ سلالي وحضاري في الجوار الإفريقي: الصومال، والحبشة، وجيبوتي، ارتريا.. وهذا التفريخ قد يبدو أقرب إلى العبء نتيجة تدفق اللاجئين الهاربين من الحروب الأهلية على اليمن، لكن تنشيط الروح الوطنية اليمنية، ونهوضها الحضاري سيحوّل العبء إلى رأسمال.. وسيكون لها نفوذ إقليمي حقيقي في القرن الإفريقي..!!.
سمعنا كلاماً كثيراً عن الفساد في اليمن، وأنه هو سبب ظهور هذه النزاعات الانفصالية في الشمال أو في الجنوب. وهذا الفساد، حتى لو صح في أبعد المغالاة، هو مبرر للتمسك بالوحدة، وبدولة الوحدة، وتجربتها الغنية!!. وهذا العذر القبيح شبيه بمنطق الانقلابيين العسكريين الذي يبرر جرائمهم بتعاسة التجربة الديمقراطية المنقولة عن عهود الاستعمار. فالتخلف في التطبيق الديمقراطي لا يبرر خروج العسكر من معسكراتهم إلى مواقع الحكم. وانما هو المزيد من الديمقراطية لاصلاح أخطاء التطبيق الديمقراطي!!.
لا يحق لحامل شعارات الانفصال ان يعارض باسم الاصلاح والقضاء على الفساد، لانه يهدم الدولة المطلوب اصلاحها. ولا يحق للقوى التي رفعت السلاح في وجه الوحدة، ان تعارض الآن بدون سلاح، لغرض الانفصال فالذين فشلوا قبل خمسة عشر عاما في الخروج على الدولة بالسلاح لا يمكن ان ينجحوا بمظاهرات هنا وهناك أو في اطلاق النار من جبال اليمن على الدولة، وعلى السياح، وعلى المارين!!.
في يوم وحدة اليمن ندعو اليمنيين إلى التمسك بدولتهم، وإصلاحها، وتنميتها.. فالتفكك ليس الوصفة السحرية للخروج من الصعوبات السياسية والاقتصادية!!.
الرأي