مؤتمر دافوس

المدينة نيوز-
يعتبر مؤتمر دافوس من اهم اللقاءات العالمية تأثيراً على صناعة القرار لما يقوم به هذا المنتدى من دور في تسليط الضوء على جوانب اقتصادية وسياسية كما يقوم بوضع إطر لمصوغات عالمية وايجاد مناخات تساعد لايجاد سياسات تنفيذية يتحقق عبرها ومن خلالها استخلاصات المؤتمر برؤياه ، وعلى الرغم ان هذا المنتدى لا يملك صلاحيات القرار ولا يعمد لفرض سياسيات الا ان فعالياته مؤثرة وهامة لما تناقشه من مسائل وقضايا جوهرية وبما تحمله توجهات المؤتمر من مضامين تشكل بنتائجها الارضية التي يمكن البناء عليها في قراءة ورسم السياسات العالمية القادمة ، سيما ان المشاركون في هذا المؤتمر يقفون على مراكز تمكنهم من تنفيذ طروحات واستخلاصات هذا المؤتمر بابعاده وعلى كافة مشتملات جوانبه التنموية ورؤياه الاستتراتيجية ، من هنا يأتي اهميه منتدي دافوس بما يحويه من زخم مشاركة وتميز حضور ليشكل هذا المؤتمر العالمي الحاضنة في صياغة القرارات وبناء التوجهات وايجاد المناخات السياسية والاقتصادية التي تساعد على بلورة مخرجات ومقرارات ذات مدلالات استشرافية ترنوا لتنفيذ مشتملاتها بما تحمله من صياغات وتملكه من ارادة وتوجهات.
ولعل الاردن وللمرة الرابعة الذي استضاف هذا الجمع العالمي في البحر الميت وسط مشاركة وحضور سياسي واقتصادي واعلامي لافت ، استطاع ان يبرهن مدى الجهوزية الكبيرة التي يتمتع بها ابناءة في انجاح تظاهرة كبيرة كهذه، كما قدم بنجاح حالة الحرية والامن التي تنعم بها بلادنا اضافة الى البنية التحتية التي تستلزم وجودها في تنظيم هكذا فعاليات مع وجود ارادة سياسية رائدة يقودها الملك عبد الله الثاني برؤياه المستشرفة لطبيعة متغيرات حالة المشهد العالمي بابعاده وروافده وهي العوامل الثلاث التي عبرت عن الاردن النموذج بالمحتوى والمضمون كما جسدت تقديم الاردن المميز كمكان ملائم للاستثمار والنماء.
لقد كان لخطاب جلالة الملك بابعاده ومراميه الاقتصادية والسياسية دلالات كبيرة حملت رسائل عميقة عندما وجه جلالته الانظار الى ذكرى النكبة حيث موعد انعقاد هذا المؤتمر حيث ربط الاوضاع الاقتصادية بالجوانب السياسية كونها جوهر ما تعانيه المنطقة وشعوبها من حالة شد اثرت بتبعاتها على الحالات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية على انسان هذه المنطقة جراء ما خلفته جيوب النكبة من انعكاسات ليس فقط على الانسان الفلسطيني ولا حتى على الشرق الاوسط بل وعلى العالم اجمع ،سيما وان مرور 61 عام على النكبة يتطلب من العالم لاتخاذ موقف حازم ينهي حالة الصراع القائمه وفقاً لحل الدولتين وبما يلبي الحقوق المشروعة للفلسطينيين في الحرية الدولة كما يقدم للإسرائيليين الضمانات الأمنية التي يحتاجونها ، مؤكدا جلالته على ضرورة اغتنام الفرصة التي قدمتها المبادرة العربية للسلام القائمة على حل الدولتين والعاملة على ترسيخ قيم الامن والسلام للمنطقة وشعوبها وبما يكفل ايجاد اطر تشاركية تنموية تجعل من الشرق الاوسط المحطة القادمة والمشاركة في قيادة المنجز العالمي بكل ابعاده، الآمر الذي يستلزمة ايجاد فعل يقود الى نتائج ملموسة وخطة واضحة وشاملة للمفاوضات والتزام بالعمل للتوصل الى حل نهائي ودعم الجهود الرامية لانهاء النزاع في المنطقة والوقوف بحزم ضد اية محاولات تهدف الى تسويف الارادة العالمية التي تقف مناصرة وداعمة لمشروع حل الدولتين.
ان طبيعة الحراك السياسي والاقتصادي العالمي المتداخل في روابطه والمتشابك في مصالحة ، تستدعى من النظريات المنغلقة فتح جوانب رؤياه تجاه مجريات الاحداث بواقعيه تصور ، فالعالم لن يعود الى الوراء لينغلق على ذاته او يستجدي التأصيل والتحصين وفقاً للنظريات الغيبة واختزالاً للحقيقة، على حساب ثقافه الانفتاح والتعددية الفكرية والايمان المطلق بالقيم الانسانية كمحتوى حضاري اصيل ، فان البواطن لا تحرك ولا تنجز بقدر ما تقوده ارادة العمل للوصول لنيال المنجز وفق منهجيات تفرق بين التوكل والتواكل وتبحث عن المساحات البنائية لاستثمارها في سبيل الحد من الاجزاء العدمية عن طريق حوار موضوعي يفضي الى نتائج ويقدم النموذج المنجز .
- الامين العام لحزب الرسالة