وزير التنمية السياسية يفتتح مبادرة صوتك حاسم ( صور )

المدينة نيوز - مندوبا عن رئيس الوزراء، أطلق وزير التنمية السياسية والشؤون البرلمانية د. بسام حدادين يوم أمس، مبادرة "صوتك حاسم" التي ينفذها المجلس الأعلى للشباب، بهدف تحفيز مشاركة الشباب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك خلال حفل أقيم في المركز الثقافي الملك، بحضور وزير الصحة وعدد من الشخصيات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب وقطاع واسع من شباب الجامعات والمديريات والمراكز الشبابية في المملكة.
حدادين أكد في كلمته أن برنامج الإصلاح الوطني الذي رسم معالمه جلالة الملك عبدالله الثاني، واستقرت التشريعات الناظمة له، يحتاج إلى وقفة حقيقة من القطاع الشبابي الأردني، بغية إيصاله إلى محطته المفصلية، في أجراء انتخابات نيابية مبكرة، تتوج المسار الإصلاحي الذي مر بمراحله الدستورية وأصبح واقعا حقيقيا، مشيرا أن مستقبل الأردن الجديد، سيكون في أيدي الشباب، لما يمثلونه من تعددية سياسية وفكرية واجتماعية، مخاطبا الشباب: "أخاطبكم كأخ أكبر لكم في التجربة السياسية والبرلمانية وأقول .. لا تخذلوا الملك .. لا تخذلوا الوطن"، داعيا الشباب إلى عدم السماح لأحد بأن يصادر حقهم في الاقتراع وصنع التغيير، كون التصويت في الانتخابات المقبلة، الوسيلة لتشكيل البرلمان والحكومة، مشيرا بالقول: "هذه ديمقراطيتكم بين يديكم فاصنعوا التغيير الذي تريدونه".
مندوب رئيس الوزراء أشار أن الإصلاحات الدستورية، وما جاء في الكلمة التاريخية لجلالته مؤخرا، أمام حشد من أبناء شعبه، أسس لمرحلة جديدة من العمل السياسي، خصوصا عندما أكد قائد الوطن على التزامه بمخرجات العملية الدستورية واحترامه لرأي الأغلبية البرلمانية، مبيّنا أن هذا المسار الإصلاحي يمهد لقواعد عمل سياسية وبرلمانية جديدة، في إدارة الدولة وشؤون الحكم، تقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة في الإطار الدستوري، واعتراف عملي بالمعارضة ودورها كشريك سياسي فاعل من خلال دورها التشريعي والرقابي على الحكومات البرلمانية.
وشدد حدادين على أنه "من حق البعض أن يرى الإصلاحات الدستورية وقانون الانتخاب غير كافية"، مستدركا: "أن المدخل الأساس لتجذير الإصلاحات وتطوير التشريعات هو البرلمان المقبل، فتحت قبته يصنع التغيير، وهذا هو المسار الديمقراطي الذي تعتمده الدولة الديمقراطية واللاعبون الديمقراطيون في الحركة السياسية والحزبية، أما خيار العزلة والانكفاء وإخلاء القبة فهو خيار سلبي وتخل عن الحقوق".
وأشار رئيس المجلس الأعلى للشباب د. سامي المجالي في كلمته، إلى دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني الموجهة لجميع مفاصل الدولة الأردنية، بضرورة وضع الشباب على سلم الأولويات الوطنية، وتوفير الرعاية الشاملة الكاملة والمتوازنة لهم، لتحقيق ما يصبون إليه، وممارسة الحراك الشبابي بكافة أشكاله، مضيفا: "جاءت الاستراتيجيات الوطنية للشباب بمشاركة الشباب، بغية تشكيل الشخصية الأردنية، بكل مناحيها الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، من أجل مواكبة حركة التغيير العالمي، مستندين إلى موروث الأمة الحضاري والفكري".
ونوّه إلى أن قضية الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، أمر مهم للأردن وللوطن العربي الكبير، "خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار أن فئة الشباب تشكل ثلثي المجتمع، ما يستدعي العناية بهذه الفئة، وتهيئة الفرص المناسبة لها، وعملية الإصلاح لا بد أن تكون شاملة، فالإصلاحات السياسية الناجحة لا تحدث بمعزل عن المجالات الأخرى، مبيّنا أن الحراك الذي تشهده عملية التنمية السياسية على مستوى الأردن بمختلف مكوناته، تسعى إلى تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني، في توسيع قاعدة مشاركة المواطنين بعامة والشباب خاصة، في صنع واتخاذ القرار، وتمكين الشباب من تحمل مسؤولياتهم بكفاءة واقتدار، وبمشاركة فاعلة مؤثرة في الحراك المجتمعي من حولهم.
وأكد أن المجلس الأعلى للشباب وتمثلاً للتوجيهات الملكية السامية، وإيماناً منه بقدرات الشبـــاب، وإمكانيــة مساهمتهم، سيستمر في النهج الاستراتيجي لتحقيق التقدم المنشود، من خلال عدة مبادرات من ضمنها: مبادرة "صوتك حاسم" التي تستهدف تشجيع الشباب على المشاركة في حركة نهضة الوطن، تجسيدا للمشاركة الحقيقية، وممارسة الحقوق الدستورية، بما يسهم في إنجاح التجربة الانتخابية النيابية المقبلة، والتي يعول عليها أبناء الأردن تحقيق نتائج مشرفة، وأن تشارك في فرز مجلس نيابي قادر على مواجهة التحديات بثقة واقتدار، وقيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان، موضحا أن هذه المبادرة ستطبق فعالياتها في شتى بقاع الوطن، وتمثل فرصة حقيقية للشباب، من أجل التعلم وتبادل الخبرات، حتى يخلعوا حسابات الأمس وعباءته، لأن الربيع والتغيير، يتمثل في براعم وزهور وأوراق جديدة، ويشكل فرصة لتلاقح الخبرات بين أكاديميين وسياسيين وقادة، مع طاقات الشباب واندفاعهم للإنجاز والبناء، حيث ستعمم فعاليات الحوار والنقاش، على أرجاء الوطن من شماله إلى جنوبه.
واشتمل حفل الافتتاح على عروض شاركت بها مديريات الشباب، كما جابت طائرة شراعية تحمل شعار المبادرة الأجواء المحيطة بالمركز الثقافي الملكي، وسط تفاعل كبير من الشباب الذين حضروا حفل اطلاق المبادرة التي سيشارك فيها 100 ألف شاب وشابة، من طلبة الجامعات والمديريات والمراكز الشبابية في مختلف محافظات المملكة، من خلال ندوات ومحاضرات تبيّن أهمية المشاركة الايجابية للشباب في الانتخابات، وستستمر الحملة حتى نهاية شهر كانون الثاني من العام القادم، موعد الانتخابات المقررة.
وفي ختام الحفل قدم رئيس المجلس الأعلى للشباب درع المبادرة إلى مندوب رئيس الوزراء، الذي أطلق أمام الشباب بالونات تحمل العلم الأردني وشعار المبادرة.
نص الكلمة التي ألقاها حدادين :
بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله صباحكم ؛ في هذا اليوم الممطر ؛ من صباحات الوطن الجميلة
الحضور الكرام؛
أيها الشباب؛
إسمحوا لي في البداية ؛ أن أنقل لكم تحيات دولة رئيس الوزراء الأفخم ؛ الذي كان يتطلّع أن يكون بينكم هذا اليوم ... لإطلاق الحملة الوطنية ؛ لتحفيز الشباب ؛ على المُشاركة في الانتخابات النيابية القادمة ؛ وقد شرّفني ؛ بأن أنوب عنه ؛ في رعاية هذا النشاط الشبابي المميّز.
وتغمرني السعادة ؛ أن أكون بينكم ؛ فأنتم قادة المُستقبل ؛ وبُناة الأردن الجديد ؛ الذي نتطلّع إليه بكل أمل وثقة ؛ ونحن نحثّ الخطى ؛ نحو استكمال برنامج الإصلاح الوطني الديمقراطي ؛ الذي رسم معالمه ؛ جلالة الملك ؛ واستقرت التشريعات الناظمة له ؛ لنصل في الشهر الأول من العام القادم ؛ إلى محطته المفصلية ؛ في إجراء انتخابات نيابية مُبكرة ؛ تتوّج المسار الإصلاحي ؛ الذي مرّ بمراحله الدستورية ؛ وأصبح واقعاً.
لقد أسست الإصلاحات الدستورية التي استقرّت ؛ والخطاب السياسي المُتجدد لقائد الوطن ؛ وعلى الأخص ؛ ما جاء في كلمة التاريخية ؛ أمام حشد من أبناء شعبه ؛ في الديوان الملكي العامر ؛ قبل أسبوعين ؛ لمرحلة جديدة من العمل السياسي ؛ عندما أكد جلالته ؛ أنه سيلتزم بمخرجات العملية الدستورية ؛ وسيحترم رأي الأغلبية البرلمانية.
وقد سبق أن أكد جلالته في غير مرّة ؛ عن التزامه بإجراء مشاورات نيابية ؛ قبل تكليف رئيس الوزراء ؛ وذهب إلى أكثر من ذلك ؛ عندما دعا لقيام حكومات برلمانية ؛ تستند إلى أغلبية برلمانية ؛ تتشكل على أساس التوافق ؛ على السياسات والبرامج العامة ؛ لإدارة شؤون الدولة والمجتمع.
وهذا المسار الإصلاحي ؛ يؤسس لقواعد عمل ؛ سياسية وبرلمانية جديدة ؛ في أداء إدارة الدولة ؛ وشؤون الحكم ؛ تقوم على مبدأ ؛ التداول السلمي للسلطة ؛ في الإطار الدستوري ؛ واعتراف عملي بالمُعارضة ؛ ودورها كشريك أصيل وفاعل في العملية السياسية ؛ من خلال دورها التشريعي والرقابي ؛ على الحكومات البرلمانية.
وفي هذا المسار الإصلاحي ؛ فإننا نحث الخطى ؛ نحو تعزيز الديمقراطية البرلمانية ؛ باعتبارها الركن الأساسي ؛ في نظامنا السياسي.
أيها الشباب؛
يا أمل المُستقبل؛
إن من لا يرى في هذا المسار الإصلاحي ؛ بقواعده السياسية والبرلمانية الجديدة ؛ إصلاحاً حقيقياً ؛ وتجديداً في أساليب الحُكم ؛ ظالمٌ ... ظالمٌ ... ظالمْ.
قد لا تكون الإصلاحات الدستورية ؛ وقانون الإنتخاب ؛ كافية بنظر البعض ؛ وهذا حقٌ لهم ؛ إلا أن المدخل الأساس ؛ لتجذير الإصلاحات ؛ وتطوير التشريعات ؛ هو البرلمان القادم ؛ فتحت قبّة البرلمان يُصنع التغيير ؛ وهذا هو المسار الديمقراطي ؛ الذي تعتمده الدولة الديمقراطية ؛ واللاعبون الديمقراطيون ؛ في الحركة السياسية والحزبية.
أما خيار العزلة والإنكفاء ؛ وإخلاء القبّة ؛ فهو خيار سلبي ؛ وهو تخلٍ عن حق.
والمُشاركة في العملية البرلمانية ؛ تتيح لكل التيارات السياسية والحزبية ؛ فرصة المُشاركة الفاعلة والمؤثرة ؛ في المُخرجات السياسية ؛ والاقتصادية والاجتماعية ؛ التي تهمّ حاضر الوطن ومُستقبله.
فالبرلمان هو بالأصل ؛ منبر المُعارضة الرئيسي ؛ الذي تتمسك به المُعارضات الديمقراطية ؛ للاشتباك والسجال مع الرأي الآخر ؛ والأغلبية البرلمانية ؛ ومنه تُبنى المواقف ؛ تجاه مختلف القضايا الوطنية.
وإن التمثيل في البرلمان ؛ لا يمنع المُعارضة ؛ من حق اللجوء إلى المسيرات والمُظاهرات ؛ وأشكال التعبير السلمي الأخرى ؛ لممارسة الضغط ؛ من أجل تصحيح ما تعتقد أنه يتوجب تصحيحه.
ويُخطئ الحساب ؛ من يظنّ أن الدولة الأردنية ؛ هشّة وضعيفة ؛ ويُمكن أن تخضع للضغوط.
يُخطى الحساب الوطني ؛ من لا يأخذ بعين الاعتبار ؛ المخاطر الإقليمية المُحدّقة في الأردن ؛ سياسياً وأمنياً واقتصادياً ؛ فالوطن ؛ يحتاج إلى وحدتنا السياسية ؛ وتظافر جهودنا جميعاً بكل أطيافنا ؛ وقوانا السياسية والحزبية ؛ فلا مصلحة تعلو على مصلحة الوطن.
أيها الشباب؛
يا حرّاس الديمقراطية والإصلاح؛
أنظر إلى عيونكم ؛ المُتّقدة أملاً وحرصاً ؛ فأرى مستقبل الأردن الجديد ؛ بكل ما تمثلون ؛ من تعددية سياسية وفكرية واجتماعية.
أخاطبكم كأخ أكبر لكم ؛ بالتجربة والخبرة السياسية والبرلمانية ؛ وأقول:
- لا تخذلوا الملك.
- لا تخذلوا الوطن.
- كونوا كما هو الأمل بكم ؛ فرساناً للتحدّي ؛ ومشاعل للديمقراطية ؛ واحملوا على أكتافكم الفتية والشامخة ؛ الانتخابات النيابية ؛ حتى يكون للأردن ما يريد ؛ من مُستقبل وضّاء زاهر.
- ولا تسمحوا لأحد ؛ أن يُصادر حقكم في الاقتراع والتغيير ؛ لأن التصويت في الانتخابات القادمة ؛ هو الوسيلة ليس فقط ؛ لصياغة شكل البرلمان القادم ؛ بل أيضاً شكل الحكومة القادمة.
وفي ختام كلمتي ؛ أقولها للشباب الأردني ؛
- هذه ديمقراطيتكم بين يديكم ؛ فاصنعوا التغيير الذي تُريدونه.
- صناديق الاقتراع ؛ هي سبيلنا الديمقراطي والحضاري ؛ لنصنع المُستقبل.
وأقولها ثانية ؛ وثالثة ؛ واليوم وكل يوم ؛
- لا تخذلوا الملك؛
- لا تخذلوا الوطن؛
- إرفعو رؤوسكم ؛ فأنتم على خطى ؛ أبي الحُسين.
- وموعدنا جميعاً يوم الاقتراع ؛ يوم الوفاء للوطن.
وبوركتم فيكم؛
وبورك مسعاكم؛
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاهدوا الصور :