افتتاح مؤتمر فيلادلفيا الدولي السابع عشر "ثقافة التغيير"

المدينة نيوز - افتتحت جامعة فيلادلفيا مؤتمرها السابع عشر والذي جاء بعنوان ثقافة التغيير برعاية معالي السيدة ليلى شرف رئيسة مجلس أمناء الجامعة، وتحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور صالح أبو أصبع الذي قال: إن التغيير، سنة الحياة، ولكن يظل السؤال قائماً بأي اتجاه ؟ وبقيادة من ؟ ولمصلحة من ؟ ، هذه أسئلة فرضها علينا ما عرف باسم الربيع العربي، الذي حمل مع تباشير انطلاقته آمالاً عريضة للإنسان العربي الذي حلم بالإصلاح وتغيير واقعه السياسي والاجتماعي والاقتصادي تغييراً يحقق له الحرية والكرامة والعدل والمساواة واللقمة الهنية. وأضاف أبو أصبع أن ما نشاهده اليوم على الساحة العربية من حركات وحراكات، يطرح الأسئلة أكثر من تقديم الإجابات، غير أن مهمة التغيير لا تقع على كاهل مؤسسة أو تنظيم أو فرد، بل هو رؤية واعية لمنظومة تفاعلية مجتمعية تؤمن بالحرية وتؤمن بالعدالة والمساواة وسيادة القانون.
أما كلمة رئيس الجامعة فألقاها نيابة عنه الدكتور محمد عواد نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية حيث أشار إلى أن التغيير سنّة الكون وقانون الطبيعة ومعيار التقدّم. من ترسّمه نجا، ومن تنكّر له زلّت به قدماه. والحق أننا لو تأمّلنا تاريخ البشرية منذ عصر الصيد حتى الآن، لأدركنا أن كل ما أنجزه الإنسان ليس إلا محصلة التجاذب الملحمي بين السكون والحركة وبين الثابت والمتحوّل، ولقطعنا بأن الإنسان ما كان ليفوز بشرف إعمار هذه الأرض لولا تلك السلسلة الطويلة من رسالات الأنبياء الداعية إلى مراجعة الأحوال وإصلاح النفوس، ولولا ذلك الرتل من المفكرين الذين اختاروا تحريك الراكد من الأسئلة والقضايا.
اما كلمة الضيوف والمشاركين فألقاها الدكتور مسعود ضاهر من لبنان وتساءل فيها عن معنى التغيير وعن وجهات النظر المختلفة التي تتجاذبه، وأكد أن المثقفين لا يمكن أن يقفوا مع القتل والدمار مهما كان مصدره والجهة المسؤولة عنه، سواء الأنظمة أو المعارضة.
وقالت رئيسة مجلس الأمناء معالي السيدة ليلى شرف "إن حضارتنا العربية شهدت قبل ما يزيد قليلا على أربعة عشر قرنًا قفزة تغييرية لعلها واحدة من أهم وأكبر القفزات في التاريخ الحديث، تركت آثارها بعيدة الانتشار عميقة التأثير في مجالات الحراك الإنساني العملي والعقلي، العلمي والفلسفي، في العلوم وفي الأدب والشعر والفلسفة، في علم الاجتماع وتنظيم المجتمعات في تلاقح الحضارات وفي العمران وفي علم الفلك والرياضيات وفي مجالات الحياة المختلفة. ويشجعها دين جديد آمن بالعقل وقدراته وبالتطور ومجالاته وزرع الثقة بالذات الفردية والجماعية فشجع الانفتاح والتواصل والتلاقح وإثراء الذات والحضارة والنظر إلى الآفاق البعيدة عقليًا وجغرافيًا". وأشارت الى الدور الذي "يضطلع به المفكرون العرب وعلماء الاجتماع وهو أن تفتحوا لنا آفاق الفكر الجديد والمعرفة المتجددة، وأن يغرسوا الثقة الثقافية والحضارية بين صفوفنا لكي ننفض الجمود والتخوف ولكي نقبل التغيير الإيجابي البنّاء أداة التطوير والتقدم".
وكان الدكتور الطاهر لبيب أول المتحدثين في الأوراق العلمية التي قدمت في حفل الافتتاح، وجاءت ورقته بعنوان "التغيير إلى أين" حيث ميز بين مصطلحي التغيير والتغير، هو الانتقال من حال إلى حالٍ، كما يُقال. وهو، تدقيقاً، انتقالات تتوالى، متقاربةً أو متباعدة، باحجامٍ وصيغ وآليات مختلفة، ضمن صيرورةٍ تاريخيّة اجتماعيّة طويلةِ المدى.
وتحدث الدكتور سيسيل بليك من الولايات المتحدة الامريكية عن الثورات العربية وأثرها في البلدان الأفريقة، وعن السيناياريوهات المحتملة لهذه الثورات في المستقبل.
وترأس الجلسة الأولى الدكتور صلاح جرار تحدث فيها كل من آمال قرامي من المغرب عن تمثّلات ثقافة التغيير من منظور النوع الاجتماعي(الجندر) وتوفيق بن عامر من تونس عن المثاقفة والتغيير وزينب الزهيري من العراق عنالعامل الخارجي ودوره في التغيير العربي ممحمد ابراهيم أحمد ابراهيم من السودان عن العوامل الفكرية ودورها في ثقافة التغير. وفيروز رشام من الجزائرعن ثقافة التغيير في العالم العربي من الفوضى إلى التخطيط الاستراتيجي ومسعود ضاهر من لبنان عن انتفاضات الربيع العربي بين ثقافة التغيير وثقافة التبرير وفي الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عصام نجيب تحدث كل من حسين محافظة وأنوار زهير وعبداللطيف الخياط وفاتح عساف وعبدالله الشهري وخميس العجيلي.