تركيا تلقت وعوداً غربية بتفعيل الخيار العسكري ضد نظام الأسد
المدينة نيوز - كشف قيادي بارز في "الحزب الاسلامي" العراقي القريب من حزب "العدالة والتنمية" التركي لـ"السياسة الكويتيه ", أن الحكومة التركية تلقت تطمينات جدية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا بحدوث تغيير جذري لجهة دعم تسليح المعارضة السورية, إذا فشل الحل السياسي لبلورة مرحلة انتقالية في سورية وتنحي الرئيس بشار الاسد.
وقال القيادي, الذي التقى رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان, ان التطمينات الاميركية والاوروبية شملت وضع سيناريوهات حقيقية وقابلة للتنفيذ لشن ضربات عسكرية ضد قوات الأسد إذا أصر الأخير على رفض التسوية السياسية وتشكيل حكومة سورية انتقالية بصلاحيات واسعة.
وبحسب المصدر, فإن واشنطن أبلغت القيادة الروسية انها ستتخذ قرارات مهمة ضد الاسد في حال فشلت المساعي التي يقوم بها المبعوث الدولي المشترك الاخضر الابراهيمي لإيجاد مخرج سياسي للأزمة.
وأشار القيادي العراقي إلى ان الحكومة التركية وجامعة الدول العربية تريدان من الابراهيمي تحديد سقف زمني واضح لعملية الحل السياسي لا تتجاوز شهر يوليو المقبل, وإذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي بحلول هذا التاريخ فعلى الابراهيمي ان يقدم استقالته الى مجلس الامن الدولي وينهي مهمته كما فعل سلفه كوفي أنان.
واستناداً الى المصدر, فإن الدول الغربية قد تبدأ, فور صدور اشارات من الابراهيمي ان التسوية السياسية تتعثر, في تدريب وحدات من الجيش السوري الحر في معسكرات تابعة للجيش التركي, كما أنها ستسلح هذه الوحدات بأسلحة دفاع جوي فعالة ومضادات دروع وأجهزة اتصالات ومراقبة ليلية, كما ستزود هذه الوحدات معلومات استخباراتية عن تحركات قوات الاسد على الارض.
وأكد أن الدول الغربية وتركيا مصممة على بدء مرحلة جديدة في التعامل مع نظام الاسد إذا وصلت مهمة الابراهيمي الى طريق مسدودة.
وأشار القيادي إلى أن قناعة بدأت تتبلور لدى حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مفادها أن دعم الجيش السوري الحر بالسلاح سيؤدي الى تقوية موقفه على الارض في مواجهة نفوذ التنظيمات الاسلامية المتطرفة, وهو احد الخيارات المطروحة امام واشنطن لكي تطمئن على وصول الاسلحة الى الايدي المناسبة في المعارضة السورية من جهة, وأن تمنح الجيش الحر نفوذاً أكبر أمام تنامي نفوذ "جبهة النصرة" وجماعة "غرباء الشام" من جهة ثانية.
وقال القيادي العراقي ان دول الخليج العربي, وفي مقدمها قطر والامارات, استجابت لطلب غربي بتأجيل تسليح المعارضة السورية بهدف اتاحة الفرصة أمام الابراهيمي للتوصل إلى تسوية سياسية, لافتاً الى ان دول الخليج أبلغت الحكومة الاميركية أنها لن تنتظر الحل السياسي طويلاً لأنها لا تثق بنظام الاسد, وبالتالي هناك قناعة لدى هذه الدول أن الحل السياسي لن ينجح وسيصطدم بتعنت النظام السوري.
وأضاف القيادي, الذي التقى مسؤولين في دولتي قطر والامارات, ان النقاشات الغربية - الخليجية التي جرت في الشهور الماضية تركزت بشكل حيوي على نقطتين: الأولى تتعلق بإزالة المخاوف لدى الغرب من مرحلة ما بعد الاسد في ما اذا تم دعم المعارضة السورية بالسلاح وسقط الاسد وانهارت الدولة السورية لأن هناك خشية من الولايات المتحدة ان تتحول سورية الى قاعدة متقدمة للتنظيمات المتطرفة بينها تنظيم القاعدة وهذا ما تخشاه اسرائيل ايضاً. أما النقطة الثانية, فتتمثل بالتقارب في وجهات النظر بين تركيا ودول الخليج وبين الدول الغربية في أن الاسد يستفيد من الوقت الممنوح للتسوية السياسية في استعمال أسلحة أكثر فتكاً ضد الثوار السوريين وفي اظهار المزيد من تصلب المواقف في التعاطي مع الحل السياسي ولذلك تبدو الادارة الاميركية أكثر تجاوباً مع فكرة ان الاسد اتجه الى استخدام صواريخ ارض- ارض وقنابل وغازات سامة ضد بعض المناطق السورية الثائرة لأنه يعتقد ان توجه المجتمع الدولي وحماسه الى الحل السياسي هو دليل على قوة النظام السوري وهذا ما لمسه المسؤولون الاميركيون في خطاب الاسد الاخير.
وحسب القيادي العراقي, فإن الغرب يبدو اقل قلقاً في الوقت الراهن لأن دول الخليج العربي وتركيا اقترحوا نشر قوت حفظ سلام عربية بعد سقوط الاسد, كما ان المعلومات التي اتت من داخل سورية تفيد ان جماعتي "جبهة النصرة" و"غرباء الشام" لا ترتبطان بصلات مع قيادة "القاعدة" في أفغانستان وباكستان.
السياسة الكويتيه
