اسبوع الوئام بين الاديان دعوة لتجسيد المفاهيم والقيم الدينية والانسانية

تم نشره السبت 02nd شباط / فبراير 2013 12:30 مساءً
اسبوع الوئام بين الاديان دعوة لتجسيد المفاهيم والقيم الدينية والانسانية

المدينة نيوز – اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة مبادرة الوئام بين الاديان التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني في العشرين من تشرين الاول من عام 2010 وجعلت الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام اسبوعا للوئام بين الاديان.

وتعتبر هذه المبادرة ترجمة لنهج وطني اختطته القيادة الهاشمية في موضوع الحوار والتعايش بين الاديان، وبمثابة دعوة لتجسيد المفاهيم والقيم الدينية والاخلاقية والانسانية في الحياة اليومية لإثراء مسيرة المجتمع الانساني وعلاقاته القائمة على السلام والعدل واحترام الحقوق.

عدد من العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي الذين التقتهم اكدوا ان اصل الديانات السماوية واحد ويرتكز اساسا على قبول الاخر وحب الجار.

الباحث والمفكر الاسلامي والاستاذ في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور حمدي مراد قال ان اقبية الامم المتحدة شهدت قرارا تاريخيا لم يكن مسبوقا من قبل جاء بناء على مبادرة جلالة الملك عبدالله الثاني وهو اعلان اسبوع الوئام بين الاديان اسبوعا سنويا تقرر ان يكون الاسبوع الاول من الشهر الثاني من كل عام ميلادي.

واضاف ان هذا الاعلان العالمي يأتي اعترافا وتأكيدا لجهود الاردن ممثلة بجلالة الملك لان الاردن يقدم لنفسه وللامتين العربية والاسلامية وللانسانية جمعاء اسباب الامن والاستقرار العالمي، الواقعية من خلال معالجة اسباب عدم الاستقرار والامن العالمي.

واضاف : نعم، ان هذه المبادرة الملكية التي اصبحت عالمية جاءت بعد مبادرتين الاولى كانت ليلة القدر من عام 2004 وهي رسالة عمان المجيدة والتي لقيت ليس مجرد استحسان بل استقبالا فاعلا عالميا ولا تزال مضامينها وستظل حاضرة في كثير من المؤتمرات العالمية سنويا.

وبين ان المبادرة الثانية كانت عام 2007 التي اطلقها سمو الامير غازي بن محمد (كلمة سواء) وبتوجيهات من جلالته ثم تكللت المبادرتان بالمبادرة الثالثة عام 2010 وهي اسبوع الوئام الديني الذي نتحدث عنه اليوم.

وقال ان هذه الاسبوع قد جاء في احوج ما يكون له العالم وهو يعيش صراعات هنا وهناك والتي تقوم ركائزها على بعدين رئيسين هما سبب دائم لانواع الصراعات المختلفة في العالم، صراع المصالح السياسية والصراع الديني، ولعل الصراع الديني يعد اكثر تعقيدا وسببية في هذا النزاع والصدام والصراع العالمي.

واشار الى انه من هنا جاء ادراك جلالة الملك لخطر هذا الصراع ليأتي هذا الاعلان المسؤول عالميا لتفكيك ما امكن تفكيكه من العناصر التي تقف وراء الصراع الديني ولن يكون ذلك قطعا الا ببعدين فكري وثقافي يتفاعل بين القيادات الدينية واتباعها في العالم على شكل لقاءات وحوارات مسيجة بالمودة وقبول الاخر واحترامه والتعايش معه لنزع اسباب الفرقة واحتدام التنازع تدريجيا.

واعرب الدكتور مراد عن اعتقاده بان هذا الاسبوع على المستوى العالمي يشكل حقيقة على الواقع في بناء مصالحة بين اصحاب الديانات قيادات واتباع وبشكل سنوي متواصل وليس مجرد ذكرى عابرة.

وقال : هذا ما اراده جلالة الملك، وقد حقق الله على يديه هذه الابعاد الثلاثة لمصلحة وسمو وبناء وحماية الاردن والامتين العربية والاسلامية والمجتمع العالمي، ونسأل الله تعالى ان يظل الاردن بقيادته الهاشمية المباركة وشعبه الطيب الكريم المؤمن وارضه الطاهرة عنوانا لكل خير في هذا العالم.

الاستاذ المشارك في كلية الشريعة في جامعة آل البيت الدكتور محمد عبد الحميد قال ان هذه المبادرة ليست الجهد الاول الذي يقوم به جلالته على مستوى خدمة هذا الدين وخدمة البشرية من خلال الاسلام وانما كانت مبنية على رسالة عمان وعلى مبادرة كلمة سواء بيننا وجاءت مبادرة الوئام بين الاديان ترجمة لما تم في رسالة عمان وكلمة سواء.

واضاف ان هذا الجهد الطيب الذي تابعه الامير غازي، اثمر عن اعتماد الامم المتحدة الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام للقيام بنشاطات تدعم هذه المبادرة، وهي حقيقة من صلب الاسلام الذي جاء كدين سماوي يعترف بكل الديانات السماوية السابقة ولان مصدر الديانات واحد ومقاصدها ايضا واحدة فالاصل هو الوئام بين الاديان، وله ثمار كثيرة جدا على مستوى العالم، فبدل الصدام يأتي الوئام والتعارف، والله سبحانه وتعالى يقول " يا ايها الناس ، انا خلقناكم من ذكر وانثى ، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " ، موضحا ان اساس العلاقة مع الاختلاف بالجنس او الدين الاخر هو التعارف وليس التصادم وهذا الاصل الذي يخدم البشرية جمعاء.

واشار الى قول النبي عليه الصلاة والسلام :" لقد حضرت في الجاهلية حلف الفضول في دار عبدالله بن جدعان ، ولو دعيت الى مثله في الاسلام لأجبت".

واوضح ان علاقة الوئام هذه لها فضل على العالم في التعاون والتسامح والانطلاق نحو خدمة البشرية بدل التصارع والتصادم والحروب.

وبين ان واقع المجتمع الاردني في التعايش والاعتراف بالاخر والجيرة الطيبة هو الذي اهّله لان يحمل مبادرات عديدة كرسالة عمان وكلمة سواء والوئام بين الاديان.

مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد قال ان الاردنيين بالفطرة يرفضون كل فكر متطرف، فعمان ظلت دوما فاتحة فضاءات تطل على الانسانية جمعاء، وبقيت حاضرة الحوار والتعايش ونموذج يحتذى به، اذ اتخذت الحوار مسارا اتسم على الدوام بالحكمة والموعظة الحسنة، واتخذت نشر ثقافة المودة واحترام الانسان كرامة وارادة وحرية فظلت على اسمها ولها من اسمها نصيب، فهي عاصمة القداسة ومدينة الحب الاخوي، وهي (فيلادلفيا الاولى والاصيلة) فيها تتعانق اصوات مؤذنيها الداعين الى الصلاة والفلاح مع قرع اجراس كنائسها لتعطي على الدوام مزيجا للوئام والاحترام الاخوي.

واضاف "من هنا جاءت صدقية الرسالة، رسالة الاردن ومبادراته الهاشمية ومنها اسبوع الوئام العالمي بين الاديان الذي جاء يحمل شهادة ميلاد اردنية اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، وبدافع من شرعية دينية وتاريخية وانسانية تستند على الانجاز.

فجاءت المبادرة تعكس رؤية واعية لدور اردني قومي وحضاري وديني وانساني اتخذته مدرسة الفكر الهاشمي، فرأينا في عام 2004 رسالة عمان تلك الوثيقة التي اعادت للاذهان صور حلف الفضول ولوحات الوئام الاول ولقاء التآخي عند اسوار بيت المقدس بين عمر الفاروق وصفرونيوس المسيحي العربي فجاءت رسالة للدولة الاردنية تكرس بقيادة مليكها دورا عالميا في نشر الوئام وصنع السلام.

واشار الى انه في العام 2007 اجمع 138 من علماء المسلمين ومفكري الامة على وثيقة ولدت من رحم سماحة فكر يجمع المؤمنين بالواحد الاحد فكانت وثيقة (كلمة سواء) الوثيقة التي قدمت صيغتها النهائية في مؤتمر عقدته الاكاديمية الملكية التابعة لمؤسسة آل البيت للفكر الاسلامي برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ليؤكد القاسم المشترك بين الاسلام والمسيحية وهو حب الله وحب الجار (القريب) تلقتها الكنائس المسيحية في العالم بالاحترام.

وقال انه وبعد ثلاث سنوات جاءت مبادرة الاسبوع العالمي للوئام تعبيرا يجدد الحس الملكي بالمسؤولية التاريخية والانسانية والدينية في مواجهة حالة الارتباك والحقد والكراهية التي توّلد العنف الطائفي ويشوه صورة الاخر.

وبين ان الحوار بين اتباع الاديان يشكل التفاهم المتبادل بين بعدين رئيسين في الثقافة العالمية الانسانية للسلام والوئام، لهذا يأتي الاحتفال بهذا الاسبوع على المستوى العالمي وبالتزام دولي اقرته الارادة الدولية عندما تبنت هذه المبادرة بهدف تعزيز الوئام بين ابناء الانسانية بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم ليصبح مكان العبادة كنيسة او مسجدا او معبدا منبرا تنشر منه رسالة الانسجام والوئام.

واشار الى انه تم الاحتفال بالاسبوع العالمي للوئام بين الاديان في الاردن منذ العام 2011 ايذانا باطلاق سلسلة من الفعاليات بهذه المناسبة.

(بترا)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات