العشاء الاخير بين النواب والصحفيين

تم نشره الخميس 09 تمّوز / يوليو 2009 01:31 صباحاً
العشاء الاخير بين النواب والصحفيين
ماهر ابو طير

يغيب عشرات الكتاب والصحفيين والنواب ، عن العشاء الذي اقامه نائب عمّاني كريم ، لرأب الصدع بين الصحافة والنواب ، وفيما يكتفي الحضور بتناول طعام العشاء ، فلا يسمع احد من الحاضرين ، وفقا لرواية من حضر ، كلاما سياسيا ، من اي طرف ، تبقى بادرة النائب ، نبيلة ، باتجاه العلاقة بين النواب والصحافة.

أيا كان الذي بدأ بجهود المصالحة بين النواب والصحافة ، وأيا كان الذي دخل على خطها ، وأيا كان الذي قطف ثمرة المصالحة ، اذا ترسخت ، فان السؤال الاهم الذي لم تتم الاجابة عنه ، حتى الان ، يتعلق بتغير الموقف جذريا بين الطرفين ، فالاشتباك بين النواب والصحافة ، له اسباب عميقة ، تتعلق بالنقد والنقد المتبادل ، والمآخذ التي يسجلها الشارع على النواب ، ويتعامل معها الصحفيون ، ولا قدرة لهم ، اساسا ، على تجاوزها ، بمصالحة او بدون مصالحة ، وبعشاء ، او بدون عشاء ، اذ ان القصة اعقد من ذلك بكثير ، وليس ادل على ذلك ، هو غياب كثيرين ، من الطرفين ، عن العشاء ، وعدم تغير لغة النقد المتبادلة بين الطرفين ايضا.

غاب قدامى النواب ، عن "العشاء الاخير" وبعضهم وصل اليه ، بعد مغادرة الضيوف ، واجواء ذات العشاء كانت صامتة ومحتقنة ، ونشبت مشادة بين زميلين ، لاعتبارات ليس هنا مكان سردها ، وتندم كثيرون من الحضور ، لانهم ذهبوا ، ليس انتقاصا من مبادرة النائب الكريمة ، ولكن لكون الترتيبات ، لم يكن لها اطار سياسي ونيابي واعلامي ، فلم يتحدث رئيس مجلس النواب ، ولم يتحدث نقيب الصحفيين ، وباتت القصة اقرب الى "لمة الحبايب" ، وهو مشهد لايعالج اختلالات واضحة في العلاقة بين الصحافة والنواب ، ولا يزيل التباسات ، ولا يفك العقد الماثلة بين الطرفين.

المكاسرة الناشبة بين الطرفين ، جزء من مكاسرة أوسع ، ترتبط بصراعات نخبوية في عمان ، واصطفافات ، ومعسكرات ، وتقاذف بالالقاب والتوصيفات ، ومعالجة هذا المشهد ، في تفلتاته ، ترتبط بمعالجة عامة لكثير من الاوضاع ، عبر تنفيس اي احتقانات موجودة ، وطي صفحة كاملة بكل اسرارها ، وتجاذباتها ، واعادة المؤسسات والاشخاص ، من كل القطاعات الى توصيفها الوظيفي ، وادوارها الاساس ، هو حل المشكلة ، بدلا من مشهد "الملاكمة" الذي تنبري فيها كل الاطراف بلكم بعضها البعض ، مباشرة او عبر وكلاء ووسطاء ، هذا مع افتراض ان هناك ادوارا رقابية للصحافة والبرلمان ، لايجوز ان تغيب ، تحت وطأة الصفقات او المصالحات او ترطيب الاجواء ، لانها ان غابت في هذه الحالة ، تكون الدوافع شخصية ، فيما الدوافع العامة ، لا تغيب تحت وطأة تقبيل الذقون ، او الالتقاء في اي مكان.

لم يسلم النائب الداعي من جهة اخرى ، من رغبة نواب ، بحرمانه من اي رصيد او "كريدت" فغاب بعضهم على هذا الاساس ، وتغيب اخرون لان موقفهم لم يتغير من الاعلام ، وغاب فريق اخر ، لانه يعرف ان القصة لن تتغير بمجرد الاجتماع تحت سقف مطعم واحد ، لان تغذية الاشتباكات تتم لاسباب لا تخطر ببال احد احيانا ، وغاب اخرون لانهم لم يكونوا طرفا منذ البداية ، فلم يرغبوا في منح النائب الداعي "قوة القدرة" على جمع كل هذه الاطراف ، وهذا يؤشر من جهة اخرى ، على ان العامل الشخصي ما زال حاضرا بقوة ، حتى تحت العناوين الكبرى.

مبادرة النائب ، تبقى لافتة الانتباه ونبيلة ، لكنها كشفت ان هناك مشكلة حقيقية ، بغياب العشرات ، من الصحفيين والنواب ، وهو غياب في المجمل يؤشر على ان الاشتباكات ستبقى مستمرة ، بحسن نوايا ، اوبسوء نوايا ، وحتى يأتي توقيت يتم فيه "فك الاشتباكات" بين الف رجل يصدرون كل هذا الضجيج في عمان ، من مختلف الاتجاهات والمواقع والقطاعات ، نعرف ان الهدوء مؤجل حتى اشعار اخر.

يجمعنا في الاساس سقف وطن واحد ، وهذا السقف له استحقاقات علينا ، قبل سقف المطعم ، او اي سقف اخر.. أليس كذلك؟.

m.tair@addustour.com.jo



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات