"المؤسسات البديلة"..ابن شرعي لضعف الحكومات والنواب

تم نشره السبت 11 تمّوز / يوليو 2009 01:05 صباحاً
"المؤسسات البديلة"..ابن شرعي لضعف الحكومات والنواب
ماهر ابو طير

توالت الاحتجاجات والانسحابات من المجلس الاقتصادي الاجتماعي ، الذي شكلته الحكومة قبل ايام ، وايا كانت الدوافع لتشكيل المجلس ، او الانسحاب منه ، احتجاجا ، لاي سبب كان ، فان السؤال يبقى معلقا حول جدوى المجالس الاستشارية والفرعية والثانوية والمساندة ، في موازاة الحكومات ، او الى جانبها.

منذ ان بدأنا بتشكيل اللجان واللجان الفرعية ، والهيئات الاستشارية ، والمجالس الاقتصادية او الاجتماعية ، بدأت كثير من القضايا العامة ، تضعف ، ويتم توزيع مسؤوليتها ، ومسؤولية الافتاء فيها ، الى اطراف عديدة ، على حساب دور الحكومة الاساس ، وعلى حساب الوزراء الذين لا يديرون وزارتهم بشكل جيد ، وعلى حساب عملية التشريع ، المنتظرة من النواب ، حتى باتت نمطية الاستعانة بمجالس تنفيذية واستشارية ومساندة ، تحت عناوين مختلفة هي الموضة الدارجة ، وكأننا نعترف ان الهيئات الاساسية من حكومة ومجلس نواب ، هيئات غير قادرة على التخطيط والتنفيذ والتفكير بالمستقبل.

اي انجاز نراه اليوم في الاردن ، تأسس في زمن كانت فيه الهيئات الاساسية ، تعمل بكامل طاقتها ، وتعرف ادوارها وما هو مطلوب منها ، من دور الحكومة والمجالس النيابية ، وغيره من هيئات منصوص عليها دستوريا ، ومنذ ان بدأت موضة توليد الهيئات والمجالس واللجان الرئيسة والفرعية ، بدأنا نفقد كل شيء ، فلا الحكومات تعمل كما يجب ، ولا النواب في وارد الانتباه الى مهاتهم ، برغم ان مجلس النواب ، ولجانه المختصة ، قادرة على الافتاء ، على ما هو مفترض بشأن كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية ، في حين ان خزان الخبراء الرسميين ، يفيض على دول الجوار ، وليس هناك اي داع لتأسيس مجالس جديدة ، فوق عشرات الهيئات والمجالس التي تأسست خلال سنين ، هذا بالاضافة الى ان هذه اللجان والمجالس والهيئات ، تفتح بابا جديدا للاستقطابات ، والعداوات ، حول من تم تعيينه ، وحول من لم يتم تعيينه ، ولماذا هذا ، ولماذا ليس ذاك؟.

لا حل وسط هذه المشاكل الا بالعودة الى حكومات قوية ، ومجالس نيابية قوية ، بدلا من اضعاف هذه الهيئات الاساسية ، واستيلاد مجالس وهيئات بديلة ، تثير الخلافات ، ودورها لا يتجاوز حدود بيوت الخبرة ، لكنها تتحول الى واجهات جديدة ، لتعميد من هو مقرب من الدولة ، ومن هو غير مقرب ، وتفتح الباب لعشرات الاسئلة حول الادوار واسس الاختيار ، فيتم سحب الخناجر والسكاكين لطعن كل هيئة لا يتواجد فيها اسم فلان ، وقد كان الاولى ان لا نفتح الباب لهكذا انماط ، تؤسس لتوزيع اداور الحكومات والبرلمانات ومؤسسات المجتمع المدني على هيئات ومجالس ، لا يمكن محاسبتها اساسا ، لو تسببت بتوريط الجميع في اي سياسة ، او قرار ، لان المحاسبة تنحصر بالحكومات ، وبصناديق الاقتراع ، التي يحاسب عندها النائب.

كل عمليات التوليد الطبيعية والقصرية لهيئات ومجالس استشارية ، رئيسة او فرعية ، مساندة ، او للافتاء في اي شأن سياسي او اقتصادي او اجتماعي ، حالي او مستقبلي ، هي عمليات توليد تتم على حساب الحكومات والمجالس النيابية ، التي تم اضعاف كليهما ، الى الدرجة الى بات فيها من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وبحاجة الى مساعدة من هيئات مستقلة او شبة مستقلة ، ولا حل الا بعودة القوة الى المؤسسات المنصوص عليها دستوريا ، وتقويتها ، واعادة الادوار المختطفة اليها ، لتتحمل مسؤولتيها ، بدلا من عشرات الهيئات والمجالس واللجان ، التي لم نعد نعرف اين هي وماذا تفعل ومتى تجتمع ، وما هي حدود مسؤوليتها.

العودة الى نمطية المؤسسات القوية ، هي دليل الصحة الوحيد ، بدلا من الهروب ، الى مؤسسات بديلة ، كبيرة ام صغيرة.

M.TAIR@ADDUSTOUR.COM.JO



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات