التطبيع مع اسرائيل» .. وملصقات الوزير

ينهمك وزير الزراعة في الحديث عن الاجراءات التي سيتخذها لتصنيف البضائع ، القادمة من اسرائيل ، عبر وضع ملصقات عليها ، تدل المشتري على ان البضاعة اسرائيلية ، خصوصا ، من الخضار والفواكه ، ويقول صراحة انه لا يملك منع الاستيراد من اسرائيل.
يتناسى وزير الزراعة ، عن عمد ، ما مفاده ان الملصقات التي سيتم وضعها ، سيتم نزعها ، بمجرد بيع الخضار والفواكه ، من الجملة الى المفرق ، وقد يتم وضع هذه الملصقات ، على العبوات الكبيرة ، لكننا نعرف ان الخضار والفواكه يتم تفريغها ، في المحال التجارية ، لبيعها بالكيلو ، وليس معقولا ، ان يتم وضع ملصق خاص ، على كل حبة عنب ، وكل "جزرة" يتم بيعها للمواطن ، وهكذا تكون قصة الملصقات ، تطمينية ، اكثر من كونها ، عملية ، او مفيدة لاحد.
لجنة مقاومة التطبيع ، ، تلعب دورا هاما ، غير ان عليها واجبا اخر ، يتعدى مقاومة استيراد الخضار والفواكه ، عبر الحديث عن المستوردات الاخرى ، التي تتسلل الى السوق ، دون ان يؤشر اليها احد ، بالاضافة الى السلع التي يتم تصديرها من الاردن الى اسرائيل ، وهي سلع تقدر ماليا بمبالغ مالية كبيرة ، ومقاومة التطبيع ، يجب ان تعمل باتجاهين ، لا ان ينحصر عملها ، باتجاه مايصل من اسرائيل الى الاردن فقط ، وقد لا يعرف كثيرون ، ان سماسرة يعملون على جبهات مختلفة من بعض انواع الاسمدة الى الزيت والزيتون ، مرورا بمواد طبية ، يتم استعمالها في عيادات ، الى الاسماك ، التي يتم بيع بعض انواعها باعتبارها مصرية ، فيما هي اسرائيلية ، وسلع اخرى ، يتم تبادلها بين الجانبين.
قيل كثيرا في طبيعة البشر الذين يتاجرون مع اسرائيل ، ولم تبق كلمة الا وقيلت في حقهم ، لكنهم لا يسمعون ولا يخافون الله ، ولايهمهم سوى جني المال ، وتأمين ثمن الرصاصة لجيش الاحتلال الاسرائيلي ، لقتل الفلسطينيين واللبنانيين ، ولو كان عند بعض هؤلاء احساس بشري او حتى خوف على اولادهم ممن يتغذون بمال حرام ، على حساب دماء الناس ، لما احتاجت لجنة مقاومة التطبيع ، الى كل هذه الجهود لمقاومته ، ولما احتجنا الى كل هذا التحذير ، والفتاوى ، واستحضار ارواح الشهداء والجرحى ، ومن تم هدم بيوتهم ، حتى نضمن ان يشعر التجار بقليل من الخجل والحياء.
مقاومة التطبيع مع اسرائيل ، يجب ان تأخذ اشكال عديدة ، فالاختراقات لا تقف عند حدود الخضار والفواكه ، بل تصل الى سلع اخرى كثيرة ، واذا كان جهد لجنة مقاومة التطبيع مقدرا ، فان هناك دورا منتظرا من مؤسسات اخرى كالاحزاب ووسائل الاعلام ، وعلى من يعرف معلومات حول التطبيع ان يتقدم بها الى لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية ، ولدى لجنة مقاومة التطبيع في نقابة المهندسين ، ولدى وسائل الاعلام ، خصوصا ، اذا كانت معلومات موثقة ، ومرفقا بها اي دليل ، من اجل جعل مقاومة التطبيع ، عملا منظما ، وذا اساسات واضحة.
قبل عبوات الخضار والفواكه ، نحن بحاجة الى "ملصقات" تؤشر على كل ضمير اسود ، يتاجر بدم الناس.
m.tair@addustour.com.jo