ما الذي يجمع الاردن بأفغانستان وجزر بيتكيرين وفانواتو?

افغانستان معروفة للجميع نظرا لحضورها المكثف في الاعلام وارتبط اسمها منذ 3 عقود تقريبا بالصراع والحروب وازدادت شهرة بعد الاحتلال الامريكي والاطلسي لها.
اما جزر بيتكيرين وفانواتو فأجزم ان احدا لم يسمع بها من قبل او عرفها ليس في الاردن فحسب بل في العالم كله.
وللعلم فقط هي جزر في المحيط الهادي, بيتكيرين عدد سكانها لا يزيد على 67 شخصا فقط, اما »فانواتو« فتتكون من 83 جزيرة صغيرة يعيش فيها 139 الف نسمة.
القاسم المشترك بين اشباه الدول هذه والاردن هو نظام الصوت الواحد الانتخابي.
المؤسسة الدولية للديمقراطية والانتخابات ومقرها في السويد اعدت منذ مدة دليلا محكما للنظم الانتخابية في العالم يعرض قوانين الانتخابات المطبقة في العالم ويشرح الفروق بينها وتجارب الدول في تطوير انظمتها الانتخابية.
الدليل اظهر ان الاردن من بين اربع دول في العالم يأخذ بنظام الصوت الواحد غير المتحول والذي يقوم على مبدأ الاقتراع لصالح مرشح واحد في دوائر متعددة التمثيل, كما يُستخدم هذا النظام على نطاق جزئي في انتخابات مجالس الشيوخ في اندونيسيا وتايلند وتايوان. وكان معتمدا في اليابان منذ عام 1948 وحتى 1993 ثم استبدل بنظام مختلط »نسبي وفردي«.
الانظمة الانتخابية في العالم تنقسم الى ثلاث عائلات رئيسية تتفرع منها تسعة انواع من النظم الانتخابية ابرزها الاغلبية والنسبية ونظام الفائز الاول. نظام الصوت الواحد المتحول وغير المتحول والمطبق في الاردن اضافة الى نظام »بوردا« لا تندرج ضمن العائلات الرئيسية للأنظمة الانتخابية.
ليس صحيحا ما كان يردده البعض من ان نظام الانتخاب في الاردن مشابه لنظام الصوت الواحد في بريطانيا, فالأخير يقوم على مبدأ الاقتراع لنائب واحد في دائرة مخصص لها مقعد واحد.
ويشير الدليل المذكور الى مساوىء النظام المتبع في الاردن ومن ابرزها انه لا يحفز الاحزاب على توسيع قواعد مؤيديها كونه لا يعطي الناخب سوى صوت واحد, كما انه يتسبب في ضياع اعداد كبيرة من الاصوات التي تذهب هباء للخاسرين. وقد اظهرت دراسات محلية ذلك الخلل بشكل واضح.
جزيرة مثل بيتكيرين عدد سكانها 67 شخصا لا تخشى من ضياع اصوات الناخبين فبوسعها ان تضمن تصويت الجميع من دون عناء. ولا يعنيها تطوير الحياة الحزبية. فلو اجتمع سكان الجزيرة لما استطاعوا الوفاء بالحد الأدنى لتأسيس حزب واحد, اما بالنسبة لبلد مثل الاردن فهو بأمس الحاجة لقانون يضمن اعلى قدر من التمثيل الشعبي, ويطور الحياة الحزبية باعتبارها الركن الأول في الديمقراطيات الناشئة.
في النهاية نشير ان النظم الانتخابية النسبية هي الأكثر شعبية وانتشارا في العالم وفق دراسة المعهد الدولي.
فهـل نظل جزءا من عائلة انتخابية معزولة ام ننضم الى العائلة الأكبر في العالم?