من اين لكم هذا؟

تبلغ الثروات المالية بيد قيادات حركة فتح ، مبالغ فلكية يقدرها البعض بمئات الملايين ، موزعة على شكل قطع اراض واستثمارات وشركات وحسابات مصرفية ، اغلبها ، خارج الضفة الغربية وغزة.
غالبية هؤلاء دخلوا الى الثورة الفلسطينية ، فقراء ، ومن اجل تحرير فلسطين ، وامضوا سنوات الصدق الاولى ، في السجون او المعتقلات ، او في وظائف عادية ، عند تأسيس الحركة ، خصوصا ، في دول الخليج العربي ، والحركة التي تأسست عام 1964 ، تم تأسيسها من اجل تحرير فلسطين ثمانية واربعين ، فاذا بها تتنازل عن الثمانية والاربعين ، وتلعب في ماتبقى من مدن الضفة الغربية ، وتحارب حركة حماس ، وتؤدي المهمة التي اتعبت اسرائيل ، وهي مهمة مدفوعة الثمن.
امام الثراء الفاحش لهؤلاء ، اسئلة عن فقراء الضفة الغربية ، وفقراء المخيمات في لبنان وسوريا ، والمهاجر ، ولا تعرف كيف جمع هؤلاء ثرواتهم ، واين ذهبت اموال الثورة الفلسطينية ، التي تم جمعها من دعم النظام الرسمي العربي والمقدر بمليارات ، وتبرعات الفلسطينيين في الخارج ، وتبرعات العرب ، وحين تسمع عن الاوضاع المالية للالاف من العائلات الفلسطينية في الضفة وغزة ، وترى بالمقابل ما الذي بحوزة هؤلاء من اموال وممتلكات ، تعرف ان ما لدى هؤلاء هو مال الفلسطينيين ، الا اذا كانت شجرة الثورة تطعم سمنا وعسلا ، وفي مقابلهم قيادات حماس الفقيرة ، التي لا تبيع ولا تشتري ، ولا تتاجر بدم الناس ، ولانها كذلك انتخبها الناس.
مؤتمر حركة فتح الذي سيعقد في بيت لحم ، ناقص الشرعية مسبقا ، لان حركة فتح في نظر الناس ، تحولت الى حركة مرتبطة بالامريكيين والاسرائيليين ، وأثرت قياداتها على حساب الكوادر وعلى حساب الشعب ، ولان حركة فتح تحولت تدريجيا الى عصا اسرائيلية تبطش بالناس باسم حفظ النظام ، واذا كانت قنبلة القدومي الاخيرة ، جلبت له كل هذه الشتائم ، فهو يعرف اسرارا اخرى عليه ان يجد طريقة لكشفها ، خصوصا ، انه وغيره يعرفون اسرار ، لا تقل خطورة عن قصة التخطيط لقتل عرفات ، واقل هذه الاسرار ، ما يتعلق بفساد رموز الحركة المالي ، طوال عقود ، واختفاء مبالغ مالية طائلة ، من خزانة الثورة ، دون تفسير او ابداء الاسباب.
شرعية الثائر ، لا تكون من لباسه او شعاره ، وانما من ممارساته على ارض الواقع ، وحين تعرف ان فتحاويا قياديا ، يمتلك ثلاثمائة مليون دولار ، وابراج سكنية في دول عربية ، واستثمارات واسهم ، واهله كانوا من بائعي السردين في غزة ، تتساءل عن مصدر ثروته ، وكيف جمعها ، والامر ينطبق على بعض قيادات الضفة الغربية ، الذي اشترى بعضها مدينة الخليل وقراها ، من تعب جبينه ، وهي القيادات ، التي ابتلعت بعض الدعم العربي والاسلامي ، ودخلت على خط الدعم الدولي والامريكي ، والمنح ، والعطاءات ، فلم تترك قرشا للناس ، بل بات معروفا انهم اثرياء ، فيما سكان مخيمات الضفة الغربية ، وغزة ، من حولهم لا يجدون احيانا ، الرغيف الناشف لاكله.
يرغب البعض بتفسير كل نقد ، بأنه تشويه لسمعة الثورة ، وهي طريقة تدل على الجهل والتعصب الاعمى ، وكلمة الحق يجب ان تقال ، حتى لو كانت جارحة ، فهذه القيادات في حركة فتح ، وفي حركات اخرى ، جمعت مئات الملايين واكثر ، وكدستها ، ولا يسألهم احد عن مصدر اموالهم ، ومن اين جمعوها ، وعلى حساب من ، وقبل ان تأتي الاجابات واضحة ، لايمكن ابدا الا ان نصدق رواية القدومي وغيرها ، لان من يسرق ويقتل الاخ والشقيق ، ويتعاون مع العدو وينسق معه امنيا ، يفعل اي شيء اخر ، فكيف سيأمن الناس على قضية فلسطين وهي بين يدي هؤلاء.
مصيبة فلسطين ، في بعض اهلها ، وبعض العرب والمسلمين ، وبعض من يدعي انه يخدمها ، اكثر بكثير من مصيبتها في الاحتلال ، لان الاحتلال مكشوف وواضح ، وبعض هؤلاء مستتر ومقنع،،،.
m.tair@addustour.com.jo